أطلقت الفصائل المقاتلة في ريف
اللاذقية الشمالي، الاثنين، معركة تحت مسمى "معركة اليرموك"، بمشاركة جيش الفتح في إدلب؛ بهدف استعادة القرى والبلدات التي خسرتها خلال الأشهر الماضية.
وخلال اليوم الأول من المعركة، تمكنت الفصائل من استرجاع أكثر من عشر قرى ونقاط عسكرية في كل من
جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية، حتى الآن، في حين لا تزال المعارك مستمرة بين الطرفين.
وقال أبو عمر الحمصي، المسؤول الإعلامي للفرقة الثانية الساحلية التابعة للجيش السوري الحر، والعاملة بجبل التركمان، إن الفصائل سيطرت على كل من تلة أبو علي وجبل القلعة في
جبل التركمان، وذلك بعد ساعات قليلة من انطلاق المعركة، في حين تجري الآن أعنف المعارك خلال تقدم الثوار باتجاه برج البيضاء، وفق الحمصي.
وأضاف لـ"عربي21"، أن الفصائل العسكرية العاملة بالساحل كانت تجهز للمعركة منذ فترة، ولكن بسبب محاولات التقدم التي قامت بها قوات النظام على محور عين عيسى تم تأجيل العمل، واكتفت الفصائل بالتصدي لهذه الهجمات.
وشرح الحمصي أن هذه المعركة تهدف إلى استعادة السيطرة على مناطق جبلي الأكراد والتركمان، التي سيطر عليها النظام بعد التدخل الروسي، مشيرا إلى مشاركة جميع فصائل الساحل بالمعركة، بمساندة بعض الفصائل القادمة من ريف إدلب، من مثل جيش النصر وجيش التحرير وأجناد الشام.
وأكد أن هذه المعركة تعدّ من أكبر المعارك في الساحل. وذكر أنه بعد تمهيد مدفعي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، باشرت كتائب الثوار بالتقدم على خط الجبهة الواصل من قرية البيضاء بجبل التركمان إلى قرية كبانة بجبل الأكراد، الذي يبلغ طوله أكثر من 20 كيلومترا.
وأشار إلى إنشاء غرفة عمليات مشتركة للتنسيق بين الفصائل المقاتلة، لافتا إلى أن الهجوم بدأ على أكثر من عشرة محاور في الوقت ذاته.
وتحدث الحمصي عن فرار عناصر النظام، كما تحدث عن مقتل العشرات من جنود النظام، واغتنام أسلحة، إلى جانب تدمير عدد من الآليات والدبابات التابعة لقوات النظام، باستخدام الصواريخ المضادة للدروع.
من جهته، أكد الناشط الإعلامي عثمان صوفي، الموجود بمناطق الاشتباكات، أن الثوار تمكنوا من السيطرة على قرى المزغلة والحاكورة والقرميل ونحشبا بجبل الأكراد، بالإضافة إلى مداجن القرميل وحاجز الجامع وتلة رشا، بالقرب من ناحية كنسبا التي تجري المعارك في محيطها الآن.
وبيّن الصوفي، في حديث لـ"
عربي21"، أن ناحية كنسبا هي من أهم مراكز قوات النظام بجبل الأكراد، حيث يوجد فيها غرفة عمليات وعدد من العناصر الروس، بالإضافة إلى قوات إيرانية وعناصر من حزب الله اللبناني.
ولفت صوفي إلى النظام السوري يحاول السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية، بعد التدخل الروسي، بهدف إبعاد الثوار عن مركز النظام الأكبر، وهو الساحل، الذي يعد الخزان البشري للنظام. كما تتواجد في الساحل قواعد عسكرية روسية، أهمها مطار جبلة الذي حولته روسيا إلى مطار عسكري، وأصبح المركز الرئيسي للقوات والطائرات الحربي الروسية في
سوريا.
وبغطاء جوي روسي، تمكنت قوات النظام من السيطرة على أغلب قرى وبلدات جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، خلال الحملة العنيفة المستمرة منذ نحو تسعة أشهر.