قال المحلل الأمني
الإسرائيلي تسفي برئيل، إن لإسرائيل وتركيا مصالح إقليمية مشتركة تتجاوز موضوع الغاز، وإن إعادة ترميم العلاقات هو أمر ضروري جدا حتى لو جاء متأخرا.
وفي مقاله في صحيفة "هآرتس"، نشرت الاثنين، قال برئيل إن
تركيا لم تعد بحاجة إلى إسرائيل على اعتبار أنها جسر للغرب، بسبب مكانة إسرائيل المضعضعة في أوروبا وإلى درجة كبيرة في الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه تبحث عن أصدقاء جدد في المنطقة.
وتابع: "جاء اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا متأخرا ست سنوات. وقد كان يمكن أن تتم المصالحة بعد بضعة أيام من الحادثة التراجيدية التي قتل فيها الجيش الإسرائيلي تسعة مواطنين أتراك على سفينة
مرمرة بعد الصدام مباشرة، حيث طلبت تركيا فقط الاعتذار ودفع التعويضات. ورفع الحصار عن قطاع
غزة لم يكن شرطا أساسيا حيث إنه بسببه تأجل الاتفاق ست سنوات".
وقال إن تنازل تركيا عن شرط رفع الحصار عن القطاع ليس إنجازا إسرائيليا، وتركيا ما زالت تبدو مهتمة بمصير مليون و800 ألف فلسطيني في القطاع.
وعن العلاقة بين "
حماس" وتركيا، لفت برئيل إلى أن "البند الذي يقول إن تركيا لن تسمح لحماس بالقيام بأي نشاط عسكري على أراضيها، ما زال يترك لحماس إمكانية بقاء تمثيل لها في تركيا وإدارة العلاقات السياسية مع الدول والمنظمات الأخرى، لا سيما من أجل تجنيد الأموال التي تحصل عليها حماس".
وأضاف: "صحيح أنه ليس لإسرائيل مكانة يمكنها أن تصالح بين تركيا ومصر أو روسيا، مثلما لا يمكن لتركيا أن تقرب السعودية من إسرائيل، ولكن للدولتين مصلحة مشتركة تتجاوز رغبة إسرائيل في بيع الغاز إلى تركيا والجهد التركي لتنويع مصادر توريد الغاز وبشكل خاص تخفيف تعلقها بروسيا، من السابق لأوانه الحديث عن التعاون العسكري بين الدولتين، ولكن التنسيق السياسي والاستراتيجي الثنائي ومتعدد الأطراف، بمشاركة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ممكن بالتأكيد وفي زمن قريب نسبيا".