كشفت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية، الأحد، عن سجن السلطات
الإيرانية لإيرانية تحمل الجنسية البريطانية، لما يقارب الثلاثة أشهر، مشيرة إلى أنها في ظروف صعبة.
ونقلت الصحيفة عن "مدع عام رفيع المستوى" قوله إن السلطات الإيرانية أوقفت امرأة بريطانية إيرانية في السجن الانفرادي لمدة ثلاثة أشهر، لأنها "ساعدت في تصميم موقع إلكتروني".
واعتُقلت نازانين زاغاري، في مطار طهران مع ابنتها ذات العامين أثناء عودتها إلى لندن في 3 نيسان/ أبريل، ولم يتم إخبارها أو زوجها بأنها تحت الاعتقال حتى الأسبوع الماضي، عندما وصفها بيان للحرس الثوري الإيراني بأنها "جاسوسة".
وكشف المدعي العام الإيراني ياد الله موحد، عن تفاصيل في قضية زاغاري ذات الـ37 عاما، وقال إنها شاركت في مظاهرات عام 2009، المعروفة بالثورة الخضراء، رغم أنها كانت في
بريطانيا في ذلك الوقت.
وخرج الآلاف عام 2009 عندما أعيد انتخاب الرئيس الإيراني المتشدد محمد أحمدي نجاد في الثورة الخضراء، التي تصفها السلطات بـ"الفتنة"، والتي يصفها البعض الآخر بـ"ثورة تويتر"، بسبب استخدام الناشطين بشكل كبير للإعلام الاجتماعي لتنسيق تحركاتهم.
ونقل تقرير لوكالة "ميزان" الإيرانية، الجمعة، عن موحد، رئيس القسم القضائي في محافظة كيرمان، حيث يتم إيقاف زاغاري، قوله إن "الجناح الاستخباري للحرس الثوري الإيراني حدد واعتقل بعض أفراد التنظيمات التي شاركت بالفتنة، في عامي 2014 و2015، ضد أمن البلاد، عبر تصميم المواقع والقيام بحملات إعلامية".
وأوضح موحد، بحسب ما نقلت "الأوبزيرفر"، أن "من بين هؤلاء أشخاصا كانوا خارج إيران، من بينهم زاغاري".
وكانت أولى التقارير عن إيقاف زاغاري صدرت في 15 حزيران/ يونيو، عندما قال
الحرس الثوري الإيراني إنها "خططت لانقلاب ناعم على الثورة الإسلامية عبر عضويتها بشركات ومؤسسات أجنبية، وعبر ترؤسها لشبكة معادية مرتبطة بالخارج".
ووصفت "الأوبزيرفر" نقل القضية للعلن بأنها "محاولة من مدعي كرمان العام بإقناع السلطات الأخرى في إيران بصحة التحقيقات".
من هي زاغاري؟
وتعمل زاغاري كمديرة للبرامج في مؤسسة "ثومسون رويترز"، وهي الجناح الخيري لوكالة "رويترز" الإخبارية.
وأوقفت زاغاري، التي تحمل الجنسية البريطانية، في مطار طهران عندما قالت لها السلطات إن هناك مشكلة بجوازها، وتمت مصادرة جواز ابنتها جابريلا، ذات العامين، وتسليمها لجدها وجدتها.
وكان زوج زاغاري، ريتشارد راتكليف، اتبع استشارة وزارة الخارجية البريطانية بعدم نشر الموضوع، إلا أنه تحدث عندما سمع من معتقلين آخرين لدى الحرس الثوري الإيراني أن زوجته موقوفة في السجن الانفرادي، وتتعرض لتحقيقات متكررة.
"لم تكن تستطيع الوقوف"
وبعد ثلاثة أيام من إطلاق عريضة، تم نقل زاغاري إلى سجن آخر، والسماح لعائلتها بزيارتها، في حين وصف راتكليف حالة زوجته السيئة بسبب الظروف الصعبة، قائلا إنها "لم تكن تستطيع الوقوف من شدة ضعفها، ورفعت جابريلا لها رفعا".
وتابع زوجها بأن "زاغاري لم تكن تستطيع الوقوف بدون إغماءات، وكان شعرها يتساقط"، واصفا ما قام به الحرس الثوري بأنه "عملية نفسية مؤذية جدا لكسر معنوياتها".
وقال راتكليف إن الحرس الثوري طلب من عائلتها عدم التواصل مع زوجها راتكليف، وإلا سيتم اعتقالهم كذلك، ولذلك أصبح تواصله مع العائلة عبر برنامج "سكايب"، لأنها لا تستطيع المغادرة بدون جواز، ولم يتم منحه تأشيرة دخول، بالإضافة لخطر اعتقاله حال وصوله.
وقالت وزارة الخارجية إنها "رفعت القضية مرارا ولأعلى المستويات، وستستمر بذلك في كل فرصة ممكنة".
وقال راتكليف، بحسب "الأوبزيرفر"، إنه بعد أن أعلن القضية لم يلتق مسؤولين في وزارة الخارجية سوى مرة واحدة، "وكأنهم استاؤوا مني"، بحسب قولهم، مبررا ذلك بأنه كان "غاضبا ويشعر بالتلاعب".
حالات أخرى
واعتقلت امرأة أخرى تحمل جنسيتين مختلفتين في الأسابيع الماضية، وهي البروفيسورة الكندية- الإيرانية هوما هودفار، ذات الـ65 عاما، والتي أسست منظمة "نساء يعشن تحت القوانين الإسلامية"، على خلفية "النسوية والأمن والنشاطات المضادة للأمن"، بحسب الوكالة الإيرانية الرسمية.
وفي الوقت نفسه، توقف السلطات الإيرانية رجل الأعمال البريطاني كمال فوروقي، ذو الـ76 عاما، منذ خمس سنوات، دون إيضاح الأسباب.