هبطت أسعار النفط حوالي خمسة بالمئة في تعاملات نيويورك الصباحية، الجمعة، بعدما صوت البريطانيون لصالح الخروج من
الاتحاد الأوروبي في استفتاء تاريخي، أثار موجة كبيرة من العزوف عن المخاطر والبحث عن استثمارات آمنة مثل
الدولار الأمريكي.
واضطربت
أسواق المال لأشهر بسبب المخاوف من خروج بريطانيا من الاتحاد وتأثير ذلك على استقرار أوروبا، لكن من الواضح أنها لم تكن تأخذ في الحسبان بالكامل خطر التصويت لصالح الخروج.
وقفز مؤشر الدولار اثنين بالمئة مسجلا أكبر مكسب يومي له منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2008، بينما هوى الاسترليني لأدنى مستوى له في 31 عاما بعدما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي كان يؤيد البقاء في الاتحاد، إنه سيتنحى بحلول تشرين الأول/ أكتوبر.
ويجعل ارتفاع الدولار النفط وغيره من السلع الأولية المقومة بالعملة الأمريكية أعلى تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 4.5 بالمئة أو 2.30 دولار إلى 48.61 دولارا للبرميل بحلول الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش، بعدما هبط ستة بالمئة في وقت سابق إلى 47.54 دولارا.
وخسر الخام الأمريكي 4.2 بالمئة أو 2.10 دولار ليهبط إلى 48.01 دولار للبرميل.
وفي سوق العملات، هبط الجنيه الاسترليني عشرة بالمئة خلال تعاملات، الجمعة، إلى أدنى مستوى له منذ ما قبل اتفاق بلازا عام 1985، وذلك بعدما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، بما دفع المستثمرون في الأسواق العالمية إلى التهافت على الملاذات الآمنة مثل الين والفرنك السويسري.
وإلى جانب التحركات الكبيرة التي سجلها الجنيه الاسترليني، سجل اليورو أيضا هبوطا حادا أمام الدولار حيث من المتوقع أن تواجه العملة الأوروبية الموحدة صعوبات، في ظل المخاوف من تأثير خروج بريطانيا على
اقتصاد المنطقة.
وارتفع الفرنك السويسري إلى أعلى مستوى له في نحو عام أمام اليورو، في حين صعد الين إلى أعلى مستوياته في أكثر من عامين. وصار البنك المركزي السويسري الأول بين البنوك المركزية الكبرى الذي يتدخل لتخفيض قيمة الفرنك، في الوقت الذي حدت فيه التكهنات باحتمال تحرك بنك اليابان المركزي أيضا من مكاسب الين.
وقالت اليابان إنها سترد على تحركات سعر الصرف "العنيفة للغاية" بما يعطي إشارة على استعدادها للتدخل.
وهوى الجنيه الاسترليني أكثر من عشرة بالمئة إلى 1.3228 دولار مسجلا أدنى مستوى له، منذ ما قبل توقيع اقتصادات العالم الكبرى على اتفاق لتخفيض قيمة الدولار في سبتمبر أيلول 1985.
وبحلول الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش تعافت العملة البريطانية من تلك المستويات المتدنية ليجري تداولها بسعر 1.3770 دولار وعزا المتعاملون هذا التعافي إلى تصريحات رئيس بنك إنجلترا المركزي مارك كارني، بأن البنك مستعد لتقديم المزيد من الدعم.
ويتوقع بنك مورغان ستانلي هبوط الجنيه الاسترليني إلى ما بين 1.25 و1.30 دولار.
كما خفض بنك إتش.إس.بي.سي توقعاته للجنيه الاسترليني إذ يتوقع هبوط العملة البريطانية إلى 1.25 دولار بنهاية الربع الثالث من العام، ثم إلى 1.20 دولار بنهاية العام. كما خفض توقعات نهاية العام لليورو إلى 1.10 دولار من 1.20 دولار في السابق.
كما هبط الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياته في عامين أمام اليورو، وسط توقعات البعض بوصوله إلى سعر التعادل مع اليورو في الأشهر المقبلة. وارتفع اليورو أكثر من ثمانية بالمئة إلى 83.15 بنسا، مسجلا أعلى مستوياته في أكثر من عامين.
غير أن العملة الأوروبية الموحدة هبطت أمام الدولار إلى 1.0912 دولار وهو مستوى منخفض لم تشهده منذ آذار/ مارس، قبل أن تتعافى إلى 1.1140 دولار، لكنها ما زالت منخفضة اثنين بالمئة منذ بداية اليوم. وهبط اليورو نحو اثنين بالمئة أمام الفرنك، قبل أن يتعافى ليجري تداوله بانخفاض نسبته 0.7 بالمئة عند 1.0830 فرنك.
ونما الطلب على الين الملاذ الآمن بشكل مطرد في ظل القلق من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال الشهر الأخير. وهبطت العملة الأمريكية إلى نحو 99 ينا لتنخفض 6.7 بالمئة، قبل أن تستقر تقريبا ليجري تداولها بسعر 103 ينات. وتلك هي المرة الأولى التي يهبط فيها الدولار دون مستوى 100 ين منذ أواخر 2013.