يدخل شهر
رمضان على السوريين للمرة السادسة على التوالي وهم محرومون من أبسط مقومات الحياة التي عمد النظام السوري على قطعها عن المناطق التي خرجت عن سيطرته، إذ قام بقطع الكهرباء والمياه وكل ما يتعلق بضرورات الحياة عن تلك المناطق.
توقف التيار الكهربائي للعام السادس على التوالي جعل الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار الذين صاروا يبحثون عن بدائل. فمثلا الكهرباء تم الاستعاضة عنها بمولدات الأمبيرات. فكل عائلة تشترك بأمبيرين شهريا، لكن هذه الأمبيرات غير قادرة على تشغيل البرادات وغيرها من الأدوات الكهربائية، لذلك يُقبل سكان هذه المناطق على شراء قوالب
الثلج التي راجت تجارتها؛ لإرواء ظمأ صيامهم برمضان في ظل الحر الشديد الذي تشهده
سوريا.
وتنتشر معامل الثلج في كل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، بسبب إقبال الأهالي بشكل كبير على شراء قوالب الثلج كتعويض عن المياه الباردة التي لا يستطيعون تأمينها إلا عن طريق هذه القوالب.
يقول فاضل أبو محمد، من جبل الزاوية بريف إدلب، في حديث لـ"
عربي21"، إنه بعد أن قام النظام بقطع الكهرباء عن جبل الزاوية "عمدنا إلى الاشتراك بمولدات الكهرباء التي لا نستطيع الحصول من خلالها سوى على أمبيرين، بسبب غلاء الأمبيرات، إذ يصل سعر الأمبير الواحد إلى 3 آلاف ليرة سورية مقابل أربع ساعات".
وأضاف: "هذه الأمبيرات لا تسطيع تشغيل البرادات؛ التي من خلالها نحصل على مياه باردة، فكان البديل قوالب الثلج التي انتشرت معاملها وبائعوها بشكل كبير في الأسواق، بالإضافة للباعة الجوالة الذين تراهم في كل مكان".
ويشير أبو محدت إلى أن عدد ساعات الصيام في سوريا تتجاوز 16 ساعة في ظل الحر الشديد، "ما يجعلنا نشعر بالعطش"، لذلك يحرص الناس على شراء قوالب الثلج قبل أذان المغرب بساعتين على الأكثر، "ونضعها في صناديق حافظة تحميها من الذوبان خلال هذا الوقت، وقبل الأذان بنصف ساعة نضيف فوقها المياه لنفطر على مياه باردة".
ويبلغ سعر القالب الواحد الذي يمكن أن يكفي لعائلة كبيرة؛ نحو 150 ليرة سورية وهو مبلغ ليس كبيرا، بحسب أبي محمد.
من جهته، يقول مصطفى أبو عبدو، البائع المتجول لهذه القوالب: "عمدت خلال شهر رمضان إلى بيع هذه القوالب لتأمينها لأهالي قريتي من جهة، ومن جهة أخرى كونها تدر علي ربحا لابأس به أسد به احتياجات أولادي".
ويوضح أبو عبدو لـ"
عربي21" أنه اتفق مع أحد معامل الثلج منذ بداية شهر رمضان على أن يبيعه 100 قالب يوميا، مضيفا: "أذهب بشكل يومي إلى المعمل الساعة الخامسة مساء تقريبا، وأقوم بتحميل القوالب في سيارتي، وأنطلق بها إلى القرية، لأصل بعد نصف ساعة، أي قبل أذان المغرب بساعتين، فأبيعها وأعود إلى المنزل بالتزامن مع أذان المغرب".
ويشار إلى أن منظمات خيرية أقامت من جهتها منشآت لتصنيع الثلج وتوزيعه على المدنيين في رمضان.