نشرت مجلة "النبأ"، التابعة لتنظيم الدولة، مقتطفات من الحوار الأخير الذي جمع أحد "انتحاريي التنظيم" مع زوجته وطفلته.
"النبأ" قالت إن "أبو فاروق الحسيني"، كان من أوائل المشاركين في القتال ضد الاحتلال الأمريكي، وهو ممن شارك في معركة
الفلوجة الأولى بقيادة "عمر حديد".
وقال التنظيم إن "أبو فاروق" فقد يده اليمنى في تلك المعركة، قبل أن يؤسر ويُحكم عليه بالسجن ست سنوات في سجن بادوش.
"النبأ" قالت إن "أبو فاروق" خرج من السجن عند اقتحامه من قبل
تنظيم الدولة، إلا أنه لم يحدد ما إن كان يقصد الاقتحام الأول عام 2007، أم الأخير في 2014.
وأوضحت "النبأ" أن "أبو فاروق" وبعد انضمامه إلى صفوف "ولاية الفلوجة"، فقد عينه اليسرى بقصف جوي.
ونقلت "النبأ" على لسان "أبو فاروق" حينما قرّر أن يفجّر نفسه: "بعد أن منّ الله على أخي -شقيقي- أبي هيثم بالوصول إلى تجمع للجيش والصحوات في منطقة العامرية، وتفجير عجلته المفخخة في
أوساطهم، ليمزق أشلاءهم، ويحيلهم أثرا بعد عين، مبتغيا مرضاة الله، زادت عزيمتي على أن أكون ضمن قوافل الاستشهاديين".
وأضافت المجلة أن "أبو فاروق" بدأ منذ تفكيره بالسير على درب شقيقه بحرب داخلية، ونقلت على لسانه أنه قال: "بدأت وساوس الشيطان تلاحقني، كيف تترك أهلك؟ وكيف تترك ابنتيك الحبيبتين؟ وكيف ستواجه هذا الموقف العظيم؟".
وتابعت: "حينما جاء الموعد، «ودّعت أهلي جميعهم، وجعلت ابنتي أمينة التي أحبها حبا جمّا آخر من أودّعه، فاحتضنتْني وبكت".
وأردف "أبو فاروق" قائلا: "أطلقت ابنتي سهما من الألم في داخلي حين قالت ودموعها تتساقط: أبي لا تتركني".
وواصل حديثه: "لكنني عزمت على لقاء ربي ومواصلة المسير، فقد حان وقت الإثخان بأعداء الله، واللحاق بركب الشهداء".
وعن زوجته قال: "عند خروجي من البيت، بادرتني زوجتي بالقول: لمن تتركنا؟ قلت: لله الواحد الأحد، فقالت: ونعم بالله، اذهب على بركة الله".
مجلة "النبأ" قالت إن "أبو فاروق" روى تفاصيل هذه اللحظات بعد فشله في تنفيذ عمليته الأولى.
وتابعت على لسانه: "انطلقت حتى وصلتُ رتلا للمرتدين، فاصطدمتْ عجلتي المفخخة بعجلة للمرتدين، فانفجر كيس الهواء (الإيرباك)، فضغطت على زر التنفيذ، ثم فقدت الوعي".
وبيّنت "النبأ" أن "أبو فاروق" استيقظ بعدها وهو في مستشفى تحت سيطرة التنظيم، وحالته العامة جيدة.
وأضافت: "لكن أخانا أبا فاروق، المقبل على الآخرة أيما إقبال، دفعه شوقه إلى ربه إلى أن يعزم من
جديد على إعادة الكرّة، ولكن هذه المرة بعملية انغماسية استشهادية مع حبيبه ورفيقه أبي بلال الأنصاري".
وختمت قائلة: انطلق أبو فاروق يقود العجلة المفخخة، وعلى ظهرها سلاح رشاش ثقيل استلمه أخوه أبو بلال، حتى اقتربا من الهدف، وفتحا الطريق، وتوغلا في عمق تجمعات وآليات مشركي الحشد الرافضي، وفجرا السيارة بعد أن نكلوا فيهم وشردوا بهم من خلفهم".