تبين من استطلاع رأي أجري في
بريطانيا قبل يومين من الاستفتاء الذي سيحدد مصير علاقة البريطانيين مع
الاتحاد الأوروبي أن
تركيا تحتل مركزاً محورياً في قرار الناخبين التصويت بالبقاء أو الخروج، حيث تبين أن نسبة كبيرة من الناخبين البريطانيين يمكن أن يؤيدوا البقاء إذا حصلوا على ضمانات بعدم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وحسب استطلاع الرأي الذي أجراه راديو (LBC) واسع الانتشار في بريطانيا واطلعت "
عربي21" على مضمونه فإن 11% من الناخبين في بريطانيا يمكن أن يصوتوا مع البقاء في الاتحاد الأوروبي إذا تعهد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بمنع انضمام تركيا إلى الاتحاد.
ومن المعروف أن لدى بريطانيا حق الفيتو الذي يمكن أن تستخدمه لمنع انضمام أي دولة الى الاتحاد الأوروبي، إلا أن كاميرون يرفض حتى الآن إيضاح إن كانت لندن يمكن أن تستخدم هذا الحق لمنع انضمام الأتراك إلى الاتحاد أم لا، فيما لا تعلن بريطانيا أصلاً موقفاً واضحاً من المساعي التركية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ويقول الكثير من المراقبين إن الاتحاد الأوروبي يعرقل انضمام تركيا بسبب أن أغلبية سكانها من المسلمين، حيث في حال انضمامها فإنها ستكون الدولة الإسلامية الوحيدة في الاتحاد، كما أن انضمامها قد يؤدي إلى ارتفاع في أعداد المسلمين المقيمين في الدول الأوروبية بسبب عدم وجود قيود على التنقلات بين دول الاتحاد الأوروبي.
أما النتيجة الأخرى المفاجئة في استطلاع المحطة الإذاعية البريطانية فهي أن واحداً من بين كل خمسة بريطانيين، أي نحو 20% من البريطانيين يعتقدون بأن الحكومة وبالتواطؤ مع جهاز الاستخبارات الداخلية (MI5) سوف يقومون بتزوير نتائج الاستفتاء من أجل ترجيح كفة البقاء في الاتحاد الأوروبي. وترتفع هذه النسبة في أوساط مؤيدي الخروج من الاتحاد لتصل إلى 46%، أي أن نحو نصف الراغبين في الخروج من الاتحاد يعتقدون بأن الاستفتاء سيتم تزويره وسينتهي إلى البقاء في الاتحاد.
وقال المحرر السياسي في راديو (LBC) ثيو يوشروود إن "تركيا تمثل قضية بالغة الأهمية في الاستفتاء، حيث إن انضمامهم إلى الاتحاد الأوروربي يعني منح 76 مليون شخص جوازات سفر أوروبية تخولهم السفر إلى بريطانيا والإقامة فيها دون قيود".