ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن مؤلفة سلسلة روايات
هاري بوتر، انتقدت الخطاب المستخدم في الحملات المؤيدة والمعارضة للبقاء في
الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن
جي كي رولينغ قالت إن "حملة
الاستفتاء من أقبح الحملات الانتخابية التي شاهدتها في حياتي".
ويشير التقرير إلى أن رولينغ كتبت على صفحتها الشخصية على الإنترنت أن حملة الاستفتاء "من أكثر الحملات السياسية المثيرة للانقسام والمرارة"، الأمر الذي جعلها تتساءل عن الطريقة التي يخلق فيها الروائي الساسة الوحوش، كما في قصص الجنيات، وتقول رولينغ، التي عارضت استقلال اسكتلندا: "أنا لست خبيرة بما فيه الكفاية، لكنني أعرف كيف يمكن خلق وحش"، مشيرة إلى هانبيال ليكتر في رواية "صمت الحملان"، و"الأخ الأكبر" في رواية جورج أورويل "1984"، ولورد فولديمورت في روايتها عن هاري بوتر "فما يخيفنا هو اللاإنساني والخارق".
وتنقل الصحيفة عن رولينغ قولها: "بالنسبة للمطالبين بالخروج من الاتحاد الأوروبي، فإن الأخير ليس غير كامل وبحاجة للإصلاح فقط، لكنه شرير"، وأضافت أن "الاتحاد، الذي ولد من خلال الرغبة الجماعية لمنع حدوث حرب جديدة في أوروبا، صور من خلال رؤية أورويية، الأخ الأكبر الذي يريد السيطرة".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن رولينغ قولها إنها لا توافق على أن كل من يدعم الخروج من الاتحاد الأوروبي هم عنصريون، حيث وصفت هذا الرأي بالمخجل، لافتة إلى أنه في الوقت ذاته، فإنه لا معنى للادعاء بأن العنصريين والمتعصبين لا يتدفقون لمعسكر المطالبين بالخروج، أو أنهم يقومون في بعض الحالات بتوجيهه، حيث تقول: "بالنسبة للبعض، فإن هذه الحقيقة كافية بأن تدفعنا إلى التفكير".
وتلفت الصحيفة إلى أن الكاتبة دعمت حملة "معا أحسن"، وتبرعت لها بمبلغ مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى تبرعها بمبلغ 4 آلاف جنيه إسترليني لحملة توم واتسون، لتولي قيادة منصب نائب زعيم العمال.
ويفيد التقرير بأن رولينغ أشارت إلى ملصق نشره زعيم حزب الاستقلال نايجل فاراج، الذي صور فيه طوابير المهاجرين على الحدود السلوفينية، وكتبت تحتها عبارة "نقطة الانهيار"، ووصفته بأنه "نسخة مطابقة للدعاية التي استخدمتها النازية".
وتبين الصحيفة أن رولينغ وصفت حملة الداعين إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي بأنها "تتبنى الغضب، والثقة بشجاعة، التي يأمل نايجل فاراج بأنها تتضمن الشك بالناس الملونين، والشوفينية الجاهلة، وعدم الاهتمام بتحذيرات التاريخ".
وينوه التقرير إلى أن رولينغ عبرت عن خوفها من الصعود المستمر للقومية في أوروبا والولايات المتحدة، وقالت إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب "فاشي في كل شيء إلا بالاسم، ومزاجه مزاج حارس ناد ليلي مضطرب، ويتهكم على العنف عندما يندلع في حملاته الانتخابية، ويفتخر باحتقاره للمرأة والأقليات".
وبحسب الصحيفة، فإن رولينغ، التي تعود أمها لجذور فرنسية، وعاشت في البرتغال، ودرست اللغتين الفرنسية والألمانية، وصفت نفسها بأنها "منتج هجين من هذه القارة الأوروبية"، وقالت إن عبور القنال الإنجليزي دون تأشيرة بدا "كأنني لم أكن في بيتي، لكنني لا أزال في بلدتي".
ويورد التقرير أن الكاتبة عبرت عن مخاوفها من "التراجع نحو الأنانية والفردية غير المستقرة"، رغم التهديدات التي تواجهها أوروبا، حيث تقول: "عندما تكون الروابط التي تجمعنا قوية، وعندما نجتمع معا، فكيف نأمل بهزيمة التحديات التي يمثلها الإرهاب وتغير المناخ، دون تعاون أو تآزر؟".
وتقول الصحيفة إن رولينغ ترى أن "الوحدة الإنسانية" هي التي جعلت من الاتحاد الأوروبي غير مكتمل، حيث إن "هناك ضعفا وخلافات تبدأ من الصداقة والزواج والعائلات وأماكن العمل، إلى الأحزاب السياسية والحكومات والاتحادات الاقتصادية والثقافية؛ لأننا بشر، ولأننا غير كاملين، ولهذا فما الداعي لبناء هذه التحالفات والمجتمعات؟ لأنها تحمينا وتقوينا، ولأنها تمكن الناس من تحقيق إنجازات أكبر وأفضل، وأكثر مما يستطيعون عمله وحدهم، ويجب أن نشعر بالفخر للرغبة الدائمة للعمل معا، والبحث معا عن حياة عادلة وآمنة لأنفسنا ولملايين غيرنا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن رولينغ أرسلت تغريدة لـ7 ملايين معجب، سألتهم فيها عما إذا كانوا يرون منطقا في دخولها إلى حلبة النقاش المتعلق بالاستفتاء، والكتابة عن الوظائف والأمن، أو العنصرية والتعصب، حيث أعطت متابعيها فرصة التصويت.