شارك العشرات من
العمال العرب في وقفة احتجاجية أمام مبنى بلدية
الأحواز؛ للمطالبة بدفع رواتبهم المتأخرة، وهي وقفة ما لبثت أن قمعتها القوات الأمنية الخاصة
الإيرانية، واعتقلت العديد من المحتجين، الذين نقلوا إلى أماكن خاصة.
وطالب عمال بلدية الأحواز (المنطقة العربية الغنية بالنفط والغاز) رئيس البلدية وقائم مقام الأحواز بدفع رواتبهم المتأخرة؛ حيث يعاني هؤلاء العمال، وهم من السكان الأصليين العرب، من فقر وعوز في شهر رمضان؛ بسبب عدم دفع رواتبهم ومستحقاتهم لأكثر من نصف عام.
وشارك في
الاحتجاجات العمالية أكثر من 100 عامل عربي، تقدموا خلالها بعريضة تشرح أحوالهم المعيشية وأوضاعهم المادية الصعبة، مطالبين المسؤولين الحكوميين بدفع مستحقاتهم.
غير أن القوات الأمنية الإيرانية تدخلت، مستخدمة القوة، واعتبرت الوقفة ذات دوافع قومية؛ حيث أقدمت على اعتقال ما يقارب 27 عاملا من عمال بلدية الأحواز، الذين شاركوا في الاحتجاجات بصورة مستمرة طيلة الأيام الأخيرة.
في هذا الصدد، قال الناشط الحقوقي الأحوازي البارز، عبد الكريم خلف، في تصريح لـ"
عربي21"، إن رؤساء ومدراء المؤسسات الحكومية والبلديات والشركات في الأحواز أغلبهم من المستوطنين الفرس، الذين يتم جلبهم من طهران، وأصفهان، وشيراز، ومشهد، إلى الأحواز.
وأكد أن هؤلاء المسؤولين يسببون "مضايقات واسعة للعمال الأحوازيين العرب، من خلال عدم دفع رواتبهم ومستحقاتهم؛ بغية طردهم، وإحلال العمالة الوافدة غير العربية من المدن والمحافظات الإيرانية مكانهم".
وأضاف الناشط الحقوقي أن هذه السياسات الإيرانية تعدّ سياسات استعمارية، وباتت مستمرة وممنهجة في إقليم الأحواز؛ "لتغيير التركيبة السكانية لصالح الفرس، وتأكيدا لما ورد في الوثائق التي خرجت من الدوائر الحكومة الإيرانية، كوثيقة "أبطحي" لمساعد الرئيس الإيراني الأسبق خاتمي، التي تكشف عن وجود مخطط لتغيير التركيبة الديموغرافية في الأحواز، والوثيقة المسربة الأخيرة التي عرفت بـ"المشروع الأمني الشامل"، الذي يستهدف الأحوازيين العرب سياسيا، واجتماعيا، وتاريخيا، وثقافيا".
وتابع: "هذه السياسات تطبق على قدم وساق لتفريس الأحواز العربية"، مشددا على أن "مأساة العمال الأحوازيين، وعدم دفع رواتبهم لأكثر من ستة أشهر، ما هي إلا خطة لطردهم من العمل؛ استكمالا للمشاريع الاستيطانية، التي تستهدف العرب بشكل مباشر من قبل النظام الإيراني".
ويتهم العرب، سكان إقليم الأحواز، الحكومة الإيرانية بتهميشهم وإقصائهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم السياسية والاجتماعية والثقافية؛ حيث يتم التعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثالثة بدوافع قومية.
ويتوفر إقليم الأحواز على ثروات طبيعية هائلة؛ كالغاز، والنفط، والمياه، كما أن الإقليم العربي يتمتع بجغرافية استراتيجية ذات أهمية كبيرة؛ حيث يطل على الضفة الشرقية من الخليج العربي، ما يجعلها منطقة هامة للدولة الإيرانية.