نفى رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم التابع للجيش السوري الحر، مصطفى سيجري، بشدة ما تردد عن اعتقال
الجبهة الشامية للقائد العسكري للواء المقدم محمد خليل.
وقال سيجري: "نحن والجبهة الشامية على كتف واحد للبحث عن المقدم محمد خليل، ولا يوجد خلاف بيننا، وأغلب الظن أن تنظيم القاعدة يقف وراء عملية الاعتقال هذه".
وأوضح سيجري خلال حديثه لـ"عربي21"، أن الاتصال بالمقدم خليل "عند توجهه إلى مدينة
مارع التي كانت تعاني من الحصار عن طريق دارة عزة، وبعد مضي حوالي عشر ساعات من اختطافه، تبيّن أن الهيئة الشرعية في مدينة دارة عزة، قد احتجزت المقدم".
وأضاف: "تواصلنا مع الهيئة الشرعية فأكدوا لنا أن فترة توقيف المقدم لم تدم أكثر من ساعة لحين التثبت من شخصيته، وأنهم أطلقوا سراحه، وما زال حتى هذه اللحظة مصيره مجهولا".
وردا على التقرير الذي نشرته "عربي21"، بشأن الحديث عن اعتقال الجبهة الشامية للمقدم أحمد خليل بتهمة التنسيق مع روسيا، أعرب سيجري عن استغرابه من الربط بين قضية اختطاف خليل، واعتقال الملازم أحمد فتوح قائد فصيل "ألوية النصر" في اعزاز.
وقال: " هذا الربط غير مقبول، والشكر للإخوة في الجبهة الشامية على توضيحها، وتشديدها على متانة العلاقة مع لواء المعتصم".
وفي هذا الصدد، نفى سيجري وجود تنسيق بين لواء المعتصم وألوية النصر بشأن الغطاء الجوي الروسي للمعارك الذي تم الحديث عنه، وقال: "لا توجد لدينا معرفة بهذا المشروع، ونحن صدمنا من هذه الأخبار.. نحن ضد التنسيق مع الروس، ويوم حملنا السلاح كثوار حددنا من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء".
وفي الشأن الميداني، أشار سيجري إلى "الحصار الذي تعرضت له مدينة مارع والذي فرض من التنظيم ومن الوحدات الكردية غربا"، مضيفا: "لكن مع ذلك فإن الثوار داخل مدينة مارع تعاهدوا على عدم تسليم المدينة، رغم الخطر المحدق بهم".
وقال: "دفعنا ثمن تأمين ممرات آمنة للمدنيين إلى خارج المدينة للقوات الكردية، وذلك حين خسرنا قرية الشيخ عيسى".
وتابع سيجري: "خلال الفترة الماضية كانت جهود اللواء موجهة نحو قتال التنظيم، ولا نريد قتال القوات الكردية الموجودة في مدينة تل رفعت، لكن مقابل ذلك نحن لا نقبل الابتزاز من القوات الكردية".
وفي إشارة منه إلى أهمية المدينة عسكريا وسياسيا قال: "إن الثوار في مدينة مارع اليوم دافعوا عن وحدة
سوريا أرضا وشعبا، وهم من يقفون في وجه تقسيم سوريا".
واستطرد: "قبل نحو عامين من الآن شاهدنا كيف توحد المجتمع الدولي لمساندة المقاتلين في عين العرب (كوباني)، لكن لم نشاهد هذا التوحد أمام ما جرى من ظلم على أهالي مارع".
وفي شأن المساعدات العسكرية التي ألقاها طيران التحالف داخل مدينة مارع، قال مدير المكتب السياسي للواء المعتصم: "ما استلمناه من دعم، هو دعم محدود، ولا وجود للسلاح النوعي فيه، وهو دعم قليل لا يكفي للصمود إلا لأيام قليلة".
بل إن سيجري يذكّر بأن قوات التحالف هي الداعم الأول للقوات الكردية التي تشارك في حصار المدينة. وقال: "كلنا نشاهد الدعم غير المحدود الذي يقدم لما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية في محيط مدينة منبج، مقابل تجفيف الدعم عن الجيش السوري الحر، وهذا يعتبر عملا دوليا ممنهجا".
يشار إلى أن فصائل الجيش الحر تمكنت من كسر الحصار على مدينة مارع، بعد سيطرتها على قريتي كلجبرين وكفر كلبين من يد تنظيم الدولة الأربعاء، وسط أنباء تتحدث عن انهيارات مفاجئة للتنظيم في ريف
حلب الشمالي.