قالت مصادر إعلامية عربية وغربية، الخميس، إن قوات
حكومة الوفاق الليبية دخلت مدينة
سرت معقل
تنظيم الدولة. وقالت المصادر إن القوات المذكورة سيطرت على ساحل المدينة.
في الوقت ذاته، أعلنت القوات شنها غارات على المدنية أسفرت عن مقتل عدد من قادة التنظيم، ونتيجة التطورات الميدانية طلبت الولايات المتحدة من رعاياها مغادرة
ليبيا فورا.
وتشير التقارير الواردة من ليبيا إلى أن القوات تسيطر على ساحل "سلات" بالكامل.
كما قصفت قوارب تابعة لجهاز خفر السواحل بالمنطقة الوسطى الخميس أهدافا تابعة لتنظيم الدولة بصواريخ "غراد " قبالة سواحل مدينة سرت.
وقال قائد بخفر السواحل الليبية إن الأهداف التي قصفت هي فندق المهارى ومحيط مصنع الأعلاف وجزيرة الزعفران، إضافة إلى مستشفى ميداني تابع لتنظيم الدولة بالقرب من ميناء سرت.
وأضاف القائد- فضل عدم ذكر اسمه- في تصريح لـ"عربي21" أن تنظيم الدولة استهدف قواربهم بالدبابات وقذائف مدفعية "106" والتي كانت على شواطئ مدينة سرت.
وأفاد بأن القوات البحرية التابعة لعملية
البنيان المرصوص ستواصل مشاركتها في عملية استعادة السيطرة على سرت.
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها قوات بحرية تابعة لعملية البنيان المرصوص في ضرب اهداف تابعة لتنظيم الدولة في مدينة سرت مند انطلاق العمليات العسكرية في الخامس من أيار/ مايو الماضي.
غارات تستهدف قادة التنظيم
وشن سلاح الجو التابع لـ"حكومة الوفاق الليبية" غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة داخل مدينة سرت، فيما أكد مصدر عسكري ليبي أن واحدة من تلك الغارات أسفرت عن مقتل عدد (لم يحدده) من قيادات التنظيم كانوا يعقدون اجتماعا.
وعبر صفحها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قالت قوات "عملية البنيان المرصوص" (تشنها قوات تابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق) إن "سلاح الجو الليبي يقوم (مساء اليوم) بقصف مواقع لتنظيم داعش في محيط قاعة واغادوغو في سرت"، الخاضعة لسيطرة التنظيم حتى الآن.
وتابعت القوات الحكومية، المشكلة من عسكريين وثوار سابقين قاتلوا نظام معمر القذافي عام 2011، بأن "طائرتين قامتا بتنفيذ عديد الغارات بعد غارة نفذها سلاح الجو الليبي منتصف النهار اليوم".
إلى ذلك، نقلت وكالة الأناضول عن مسؤول أمني في تلك القوات أن إحدى الغارات استهدفت مبنى ضم اجتماعا لقيادات من تنظيم "داعش"، استنادا لمعلومات استخباراتية، وأسفرت عن مقتل عدد (لم يحدده) من قيادات التنظيم.
ونفى المصدر ذاته ما تناقلته وسائل إعلام أجنبية حول أن "الطيران الذي استهدف اجتماع لداعش في سرت اليوم كان طيران أمريكي"، مؤكدا أن "الطائرات ليبية والطيارون ليبيون".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت قوات "عملية البنيان المرصوص" تمكنها من "تحرير بلدة هراوة الساحلية (70 كلم شرق سرت)، ضمن عملية عسكرية أطلقتها قبل شهر؛ للتقدم نحو المدينة؛ لتحريرها بشكل كامل من قبضة التنظيم".
في حين أعلن المجلس الرئاسي لـ"حكومة الوفاق الوطني" أن حصيلة الجرحى من قواتهم، التي تتقدم نحو مدينة سرت لتحريرها من تنظيم الدولة، فاق 400 جريح، مطالبا المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداته في توفير الدعم الطبي اللازم والعاجل لقواته التي تقاتل التنظيم.
وبدأت منذ أكثر من شهر القوات العسكرية، التي شكلها المجلس الرئاسي لـ"حكومة الوفاق"، المنبثقة عن اتفاق المصالحة الليبي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2015، في شن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "البنيان المرصوص" ضد تنظيم "داعش" في منطقة شمال وسط ليبيا.
وسيطر على مدينة سرت الليبية (450 كلم شرق طرابلس) منذ أيار/ مايو 2015 تنظيم "داعش"، وذلك بعد انسحاب الكتيبة 166 التابعة لـ"قوات فجر ليبيا"، التي كانت مكلفة من قبل "المؤتمر الوطني العام" المنعقد في طرابلس بتأمين المدينة.
واشنطن تطلب من رعاياها المغادرة
وفي السياق ذاته، حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، مواطنيها من السفر إلى ليبيا، داعية إياهم إلى مغادرتها "فورا"؛ بسبب تدهور الأوضاع هناك.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "تحذر وزارة الخارجية المواطنين الأمريكيين من كل أنواع السفر إلى ليبيا، وتنصح الموجودين حاليا في ليبيا بمغادرتها فورا".
وأضافت: "الوضع الأمني في ليبيا لا يمكن التنبؤ به وغير مستقر، حيث تواصل المجاميع الإرهابية في التخطيط لهجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية".
وأوضح البيان أن السفارة الأمريكية في ليبيا أوقفت جميع نشاطاتها منذ 26 تموز/ يوليو 2014، "فيما حدّت وزارة الخارجية من قدراتها على مساعدة المواطنين الأمريكيين في ليبيا".
ولفت إلى "عدم قدرة الحكومة الليبية على السيطرة على الكثير من مناطق البلاد، ومحدودية أو انعدام قدرات الشرطة وأجهزة الأمن على الاستجابة للطوارئ أو طلب المساعدة، إضافة إلى ارتفاع معدلات الجرائم، بما في ذلك مخاطر الخطف، ومطالبة عدد من الجماعات بمهاجمة المواطنين الأمريكيين ومصالح الولايات المتحدة في ليبيا".