نفى الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، الثلاثاء، استغناء بلاده عن مشروع خط أنابيب غاز "السيل التركي"، مؤكدا وجود بعض المشاكل السياسية الحاصلة بين
موسكو وأنقرة، وهي ما تعيق تنفيذ المشروع.
وجاءت تصريحات بوتين هذه، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يزور العاصمة موسكو، حيث دعا المفوضية الأوروبية إلى اتخاذ موقف واضح من مشروع "السيل التركي".
وأوضح بوتين أنّه في حال لم ترغب الدول الأوروبية في استيراد الغاز الروسي، فإنّ موسكو ستبحث عن أسواق أخرى، لافتا إلى استمرار المحادثات حول تصدير الغاز الروسي إلى الكيان الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا أعلنت أوائل كانون الأول/ ديسمبر 2014، عن إلغاء مشروع خط أنابيب "السيل الجنوبي" أو "ساوث ستريم"، الذي كان ينبغي أن يمر تحت البحر الأسود وعبر بلغاريا لتوريد الغاز إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، وتم التخلي عن المشروع بسبب موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكارا للمشروع من شركة الغاز الروسية "غاز بروم"، وبدلا عنه قرر مد أنابيب لنقل الغاز عبر
تركيا "السيل التركي"، يصل حتى الحدود مع اليونان، على أن يتم هناك إنشاء مجمع للغاز لتوريده فيما بعد للمستهلكين جنوب أوروبا.
ويهدف المشروع إلى نقل الغاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنويا، من خلال فرعين إضافيين لخط الغاز "نورد ستريم"، بطول 1200 كم، ليربط بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق، وبالتالي يزود كل من فرنسا، وبريطانيا، وهولندا، والدانمارك، بإمدادات الغاز الطبيعي.
ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي في أنبوب "السيل التركي" 63 مليار متر مكعب، 47 مليار متر مكعب منه سيضخ للسوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 مليار متر مكعب للاستهلاك التركي.
وشهدت العلاقات الروسية التركية أزمة دبلوماسية، على خلفية حادث إسقاط الطائرة الروسية، التي اخترقت المجال الجوي التركي، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث أعلنت رئاسة
هيئة الأركان الروسية، قطع موسكو علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض قيود على البضائع التركية المصدرة إلى روسيا، كما بادرت موسكو بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة.
يشار إلى أن ثماني دول أوروبية، وقعت في 17 آذار/ مارس الماضي، خطاب اعتراض، وجهته للمرة الثانية إلى رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، على مشروع "نورد ستريم 2"، الذي يهدف إلى زيادة شحنات الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي.