مدونات

ميلاد سياسي جديد للرئيس مرسي!

أحمد نصار
أحمد نصار
تصريحات المهندس أبو العلا ماضي التي قال فيها إن الرئيس مرسي رفض مطالب أمريكية وألمانية بتعيين البرادعي أو عمرو موسى رئيسا للوزراء، في غاية الأهمية. ولا أقصد هنا الحديث عن أهمية الماضي بتفاصيله الغائبة المهمة، بل أهمية المستقبل لانعكاس هذه الأحداث عليه!

ورغم اعتراضي على موقف أبو العلا ومعه الدكتور محسوب وقتها، والذي كان ينحاز للمطالب الغربية بشكل مستغرب حسبما ذكر، فإنا لنا عدة ملاحظات جوهرية حول الحوار ككل.

أبو العلا ماضي خرج بهذا التصريح بلا مناسبة وبدون داع تقريبا، وإذا به يذكر واقعة هي في حقيقة الأمر بمثابة "ميلاد سياسي" جديد للرئيس مرسي، بإظهاره على حقيقته، كرئيس قوي واع شامخ ثابت يرفض الإملاءات الغربية والأمريكية المتكررة، أمام من اتهموه بالعمالة والتجسس وبيع البلد! كل مؤيدي الشرعية يعلمون أن هذه هي صفات رئيسهم البطل الصامد، لكن لماذا شهادة أبو العلا الآن؟؟

شهادة أبو العلا ماضي لم ينفها أي طرف من الأطراف المعنية: (السفارة الأمريكية في القاهرة - وزارة الخارجية الأميركية - البيت الأبيض في واشنطن - السفارة الألمانية في القاهرة - وزارة الخارجية الألمانية - المتحدث باسم المستشارة الألمانية في برلين- أو حتى عمرو موسى ومحمد البرادعي) وجميعهم أحياء يعيثون في الأرض فسادا.

وأنا أعتقد أن شخصا مثل أبو العلا ماضي لا يتحدث في مثل هذا التوقيت بمثل هذا التصريح إلا كمقدمة لمسار سياسي جديد يراد أن تدخل فيه البلاد قبل الانفجار القادم، أو "الحل السياسي الشامل" الذي تحدث عنه أبو العلا صراحة في حواره.

ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن أبو العلا ختم حديثه بمطالبته جماعة الإخوان بفصل الدعوي عن الحزبي، وهو ربط لم يكن ليمر دون أن يستوقفنا! فهل طرح هذه النقطة مقرونة بالحل السياسي الشامل الذي تحدث عنه هو إشارة، أو رسالة مبطنة، أن هذا هو الشرط المفروض لعودة الشرعية والرئيس مرسي؟؟

منذ مدة وأنا غير مستريح لتوقيت الدعوات لفصل الدعوي عن السياسي، ورأيي أنه الشرط الأمريكي المفروض للدخول في مسار جديد قد يتضمن عودة الشرعية ولو بشكل شرفي، بعد تأكدهم أن استمرار السيسي يعني انفجارا لا يمكن السيطرة عليه!

وفي جميع الأحوال فقد عبرنا عن رفضنا للفصل بين الدعوي والسياسي، لتعارضه مع فكر الإخوان الشامل، ولأنه خطأ سياسي سيمكن الغرب والانظام من احتواء الإخوان أو تفجيرهم من الداخل.

بمرور الوقت يتضح مع الوقت كم كان الرئيس مرسي رئيسا بحق، وكم كانت 30 يونيو أمريكية بحق. ورأيي أن واجب الوقت الآن هو الثبات، فمنحنى الانقلاب إلى أسفل، ومنحنى الشرعية إلى أعلى، وإنما النصر صبر ساعة.
التعليقات (9)
مغربي مهاجر الىUSA
الخميس، 28-07-2016 01:48 ص
العيب ليس في الانقلاب رغم قبحه ولكن العيب في الشعب المصري الذي همه الوحيد هو بطنه ولو كان الثمن مصادرة حريته وكرامته وانتشار النفاق في صفوفه حتى اصبح المصري منبوذا ومحتقرا بين الجالية المسلمة هنا في المهجر وغدى عنوانا لكل المساوىء ولا يميز بين الحلال والحرام ليملأ بطنه فتراه في المحال التي لا تبيع الحلال اصبح من روادها
عبد النبئ
الأحد، 03-07-2016 06:22 م
جاء في وقت غير مناسب لشعب لا يستحق <br> <br>
aboahmedmansour
الإثنين، 13-06-2016 10:45 ص
جزاك الله خيرا.علي هذا التحليل هم يلعبون علي ثلاثة قضايا اساسية ارادوا الهجوم علي جماعة الاخوان وهي ..الهجوم علي التنظيم لانهم يعرفون قيمة التنظيم ليس موجود في اي تجمع في العالم الاعند الغرب والصهيوامريكي..ولذلك تجد الشبهات التي تنهال علي الاخوان بالخرفان وغيرها..الفكر والثوابت .نحن نؤمن بشمولية الاسلام ليس من فكر حسن البنا ولكن من فكر محمد صلي الله عليه وسلم ..فهم يريدون الاسلام العلماني مثل اسلام السعودية ولذا لا تجد هناك اي غضاضة من الاسلام في السعودية او الجماعة السلفية السعودية مثل حسان واشباهه في مصر ..والثالث محور الاخلاق والسلوك .والذي نعاني منه بعد الانقلاب .والمحورين الاولين .هم لا يريدون اسلاما منظما ينشئ دولة منظمة كاسالف عهده .والفكر هم يريون اما ان تكون اسلاميا علمانيا او متطرفا داعشيا واذا قبلت باحداهما خسرت دينك وعهدك مع الله .
رجب شلبي
الأحد، 12-06-2016 01:20 م
فصل الدعوي عن الحزبي يعني أن الإخوان قد يتحالفون مع أمريكا ضد تركيا مثلا بمعنى أن العمل يقوم على اساس نفعي يدور في فلك السياسة العالمية ويكون في انفصال تام عن ثوابت الشريعة.... إذا وصل الإخوان لذلك فهذا يعني نهايتهم في وقت قياسي!!!!!!
ايمن عوضين
السبت، 11-06-2016 04:40 ص
لو تم فصل المسار الدعوى عن السياسى سوف يصبح حزب الحرية والعدالة كساءر احزاب مصر..الوفد والاحرار .. وغيرهم حزب ليس له قيمة ولا تأثير لان الصمود السياسى ياتى من المعين الدعوى وهذا سبب تفوق حزب الحرية والعدالة على ساءر الاحزاب وهم يخططون لينزعوا من الحزب سبب تفوقه وصموده ...بدعوى فصل السياسى عن الدعوى
الأكثر قراءة اليوم