لماذا تجاهل إعلام السيسي تعذيب مواطن مصري عاريا بالكويت؟

ألقى عدد محدود من البرامج الحوارية المصرية الضوء على هذه واقعة الاعتداء على مواطن مصري في الكويت وتعذيبه وهو عار تماما، وتناولتها بطريقة هادئة لا تقارن بما كان يحدث من قبل في حوادث مشابهة حدثت داخل مصر وخارجا في أوقات سابقة.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشخص كويتي يعذب شابا مصريا، ويضربه بالعصا وبالأيدي ويسبه بألفاظ نابية، بعد أن جرده من ملابسه تماما.

وكانت وسائل الإعلام المصرية قد أقامت الدنيا ولم تقعدها في عهد الرئيس محمد مرسي حينما تعرض مواطن مصري، أطلقت عليه لقب "حمادة المسحول"، للضرب والتعرية على أيدي قوات الشرطة عام 2013 بالقرب من قصر الاتحادية.

وظلت وسائل الإعلام، حينئذ، تعيد مشهد الاعتداء على "حمادة" لعدة أيام، وتحث المواطنين على التظاهر للإطاحة بالرئيس مرسي وحكومته ثأرا لكرامة وشرف المواطن المصري، لكنها في الواقعة الأخيرة تتحدث عن قوة العلاقة بين مصر والكويت وعن استعادة حق المواطن المصري بالطرق القانونية، بحسب مراقبين.
 
الكفيل هذه المرة كويتي وليس قطريا

وهاجم الناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وسائل الإعلام التابعة للنظام بسبب تجاهلها للحادث.

وكتب "عيد" عبر "فيس بوك" يقول: "الكفيل بين قطر والكويت: من شهرين نشرنا بيانا عن المدون تامر مبروك المحتجز في قطر ضمن مصريين آخرين، تقريبا كل الصحف والقنوات نشروا البيان وهاجموا قطر واتصلوا بينا عشان يعرفوا التطورات وتامر خرج ورجع مصر، النهاردة مصري تعرض للتعذيب والتجريد من ملابسه، والخبر منشور صوتا وصورة لكن في الكويت، طبعا نفس الصحف والقنوات ودان من طين وودان من عجين لأن الكفيل كويتي، كل صحفي متواطئ على الكرامة وموظف قلمه أو صوته لخدمة موردي الرز".

وأعلنت وزارة الداخلية الكويتية، في بيان لها يوم الأحد، القبض على المتهم ويدعى "علي عبد الله الشمري"، وعلى الشخص الذي قام بتصوير الواقعة ويدعى محمد عويس عبد القوي مبروك، وهو مصري الجنسية!.

وأوضحت أن الواقعة حدثت منذ عام ونصف تقريبا، حيث اعترف المتهم بأن سبب اعتدائه على المواطن المصري هو سرقة المحل التجاري الخاص بالهواتف المحمولة الذي يملكه، وأنه هو من صور الواقعة ونشرها على الإنترنت.
 
حادث فردي

وقللت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج من الاعتداء على المواطن المصري في الكويت، ووصفته بأنه "حادث فردي"، مؤكدة أنه لا يوجد إجماع من مواطني دولة عربية معينة بتعمد معاملة المصريين بطريقة سيئة.

وأضافت في تصريحات تلفزيونية لقناة الحياة مساء الأحد، أن المواطن الذي تعرض للاعتداء لم يبلغ القنصلية المصرية في الكويت بالحادث حتى الآن، ولم يقدم بلاغا للشرطة، مشيرة إلى  المتهم في الحادث ينتمي لفئة "البدون" ولا يحمل الجنسية الكويتية.

وأوضحت أن الدولة لن تتخلى عن العامل المصري الذي تعرض للاعتداء وستعيد له حقه، مشددة على أن مصر لا تقبل إهانة أي من أبنائها في الخارج.

من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا يوم الأحد، تلقت "عربي21" نسخة منه، قالت فيه إن اتصالات القنصلية المصرية في الكويت مع السلطات الكويتية أسفرت عن تحديد أسماء الجناة والشخص المعتدى عليه، وتم القبض على المتهمين وإغلاق المتجر الذي يملكه الجاني، الذي يقع في منطقة العزيزية بالعاصمة الكويت".

وأعلن وزير القوى العاملة محمد سعفان، أنه سيتابع المشكلة، مؤكدا أن الدولة لن تتخلى عن العامل المصري، وستتبع الطرق القانونية للحصول على حقه.

وأكد سعفان أن العلاقات المصرية الكويتية بين الدولتين والشعبين الشقيقين قوية ومتينة، وتزداد قوة يوما بعد يوم، ولا يمكن أن يؤثر أي حادث عابر على هذه العلاقات الوثيقة.
 
#عايزين_حق_المصري

وأثارت الواقعة حالة من السخط والغضب بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أطلقوا هاشتاغا بعنوان #عايزين_حق_المصري، احتل صدارة الترتيب على "تويتر" بأكثر من 10 آلاف تغريدة.

وحملت تعليقات النشطاء انتقادات واسعة لما وصفوه بعجز وتقاعس السلطات المصرية عن حماية المصريين في الخارج من التعرض لانتهاكات وإهانة.

وقال جورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن تعذيب المواطن المصري بهذه الطريقة المهينة يعد إهانة لكل المصريين، مضيفا أن استمرار العمل بنظام الكفيل يبرهن أن العلاقات السياسية بين مصر والخليج تقتصر على المسؤولين والزعماء فقط، بينما يتم معاملة المواطنين العاديين بطريقة مختلفة.

وقال الناشط الحقوقي نجاد البرعي إن "نظام الكفالة هو أحد أشكال السخرة، ولا يمكن استمراره في القرن الحادي والعشرين".

لكن السياسي الكويتي "ناصر الدويلة" علق على الواقعة بالإشارة إلى تعرض آلاف المصريين للتعذيب على أيدي أبناء وطنهم، فقال: "الجاني ليس كويتيا وسينال جزاءه، شوفوا المجرمين اللي عندكم ونحن سنعاقب المجرم اللي عندنا".