قال مصدر مطلع، إن صادرات
إيران النفطية سترتفع في أيار/ مايو بنحو 60 بالمئة عن مستواها قبل عام، وإن الشحنات المتجهة إلى
أوروبا ستتعافى إلى نحو نصف المستويات التي كانت عليها قبل فرض العقوبات على طهران.
ويظهر هذا أن إيران تستعيد الحصة السوقية بوتيرة أسرع مما كان يتوقعها المحللون في الوقت الذي تتنافس فيه مع المملكة العربية السعودية على الزبائن من خلال تخفيض أسعار خاماتها. وزادت عمليات الشحن في نيسان /أبريل بنحو 15 بالمئة عن تقديرات من وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق من هذا الشهر عند 2.3 مليون برميل يوميا.
ومن المنتظر أن تقفز شحنات أيار/مايو إلى 2.1 مليون برميل يوميا من 1.3 مليون برميل يوميا خلال الشهر ذاته من العام الماضي عندما كانت هناك قيود على صادرات طهران النفطية بفعل العقوبات التي فرضها الغرب عليها على خلفية برنامجها النووي. وشحنات نيسان/ أبريل هي الأعلى منذ كانون الثاني /يناير 2012.
وترجح زيادة عمليات تصدير الخام أن إيران تغلبت على مشكلة نقص الناقلات التي كانت تنذر بتعطيل محاولات استعادة الحصة السوقية بعد رفع العقوبات عن طهران في كانون الثاني/يناير.
وتأتي زيادة
الصادرات الإيرانية في وقت تتنافس فيه السعودية مع الجمهورية الإسلامية على النفوذ في معركة تمثل سوق النفط أحد ميادينها الرئيسية.
وقال إيان بريمر، رئيس استشارات المخاطر السياسية لدى مجموعة "أوراسيا جروب" والذي تحدث في الآونة الأخيرة إلى تنفيذيين وأحد أعضاء الأسرة الحاكمة، إن المملكة العربية السعودية تخطط لزيادة إنتاجها في الأشهر المقبلة للضغط على الإيرانيين.
وقال بريمر لـ"رويترز" اليوم الأربعاء إن زيادة الإنتاج قد تؤدي أيضا إلى ارتفاع الإيرادات من خطة أرامكو السعودية المزمعة لبيع أسهم والمساعدة في ضمان انتقال السلطة بشكل سلس إلى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
أضاف بريمر أنه جرى الحديث عن زيادة الإنتاج بما يصل إلى مليون برميل يوميا، غير أنه قال إنه يتشكك في المستويات الأعلى.
وقال: "التحدي الذي تواجهه إيران سيكون معناه بذل المزيد من الجهد للعمل مع الاقتصادات الآسيوية".
وسيكون معنى ذلك الاستثمار في محطات تكرير في السوق الآسيوية وهو الأمر الذي قال بريمر إن "الإيرانيين لا يستطيعون عمله في ظل محدودية الموارد وما تبقى من عقوبات".
في الوقت ذاته تعود الصادرات الإيرانية بسرعة إلى المستويات التي كانت عليها قبل فرض العقوبات. وبلغ حجم الحمولات المتجهة إلى آسيا 1.7 مليون برميل يوميا في نيسان/ أبريل بارتفاع بنحو الثلث مقارنة بقبل عام وبما يمثل أعلى مستوى منذ 2011 بحسب المصدر.
وستظل الحمولات قرب ذلك المستوى في أيار /مايو مع خطط لشحن 1.6 مليون برميل يوميا.
وبلغ حجم الحمولات المتجهة إلى الصين أكبر مستهلك للنفط الإيراني نحو 840 ألف برميل يوميا في نيسان/ أبريل وأكثر من 620 ألف برميل يوميا من المخطط شحنها في أيار/مايو.
وترتفع مبيعات إيران إلى أوروبا بما في ذلك تركيا بوتيرة سريعة أيضا بحسب المصدر. وبلغ إجمالي حجم حمولات نيسان/ أبريل المتجهة إلى أوروبا 487 ألف برميل يوميا، ومن المنتظر أن تبلغ 400 ألف برميل يوميا هذا الشهر. وكانت الدول الأوروبية تشتري ما يصل إلى 800 ألف برميل يوميا قبل 2012.