أسست مجموعة من الشبان السوريين في ريف إدلب السورية؛ فريق "باقون"، لحث
الشباب على البقاء في بلادهم ونبذ فكرة
الهجرة إلى أوروبا، وذلك من خلال دورات توعية ونشاطات، وتأمين حلول للابتعاد عن الهجرة وتعزيز روح البقاء، بالإضافة إلى نشاطات للأطفال.
محمد فارس المتحدث، باسم الفريق قال لـ"
عربي21"، عن أسباب تأسيس "باقون" وأعماله، مشيرا إلى أن الفكرة بدأت مع الهجرة الكثيفة التي شهدتها
سوريا باتجاه أوروبا، فكان الهدف هو إيجاد حلول كفيلة ونشر أفكار تشجع من يفكرون بالهجرة على البقاء في سوريا.
ويضيف: "بالفعل اجتمعت مع مجموعة من الشباب الجامعيين في ريف إدلب، وكنا قد تركنا جامعاتنا منذ انطلاق الثورة، وأسسنا "باقون"، في إشارة للبقاء في سوريا وعدم الهجرة واللجوء خارج سوريا".
ويقول فارس لـ
"عربي21": "بدأنا بحملات من خلال توزيع منشورات للتعريف بالفريق، كما أنشأنا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم قمنا بنشاطات على أرض الواقع".
وأوضح أن أولى أعمال الفريق كانت "ندوات وحملات صغيرة، ومنها إجراء دورات تمريض للشباب في قرية حنتوتين بجبل الزاوية؛ لحاجة كل منزل إلى ممرض في ظل الحرب الدائرة في سوريا، ثم انتقلنا إلى مشاريع صغيرة تخص الطفل، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، فكان أحدها في بلدة بسقلا في ريف إدلب الجنوبي، بعنوان: أعطونا الطفولة"، كما كان هناك مهرجان للأطفال.
ويتحدث فارس عن "الحملة الكبيرة" التي انطلقت لاحقا، "والتي لاقت قبولاً كبيراً لدى الشباب، وكانت بعنوان "منقدر نضل هون". وقد شملت الحملة محافظة إدلب وريف حماة، مشيرا إلى أنها استمرت ما يقارب الشهرين، حيث تضمنت "فعاليات وحملات دعوية فكرية لاستنهاض حب الوطن، بالإضافة إلى ندوات ناقشنا من خلالها أسباب الهجرة، كما حاولنا إيجاد الحلول لها من خلال إنشاء دورات ومشاريع لتمكين الشباب وزيادة خبراتهم وقدراتهم، كدورات لكتابة المشاريع وتقوية في برامج المعلوماتية، وغيرها التي يستطيع من خلالها العمل وتقديم شيء لبلده بدلا من الهجرة"، وفق قوله.
ويتابع محمد فارس حديثه لـ"
عربي21" قائلا: "استطعنا من خلال هذه الحملات إقناع الآلاف من الشباب، وحتى النساء، بالبقاء داخل البلد، واستبدال فكرة السفر بعمل داخل الأراضي السورية".
من جهته، أكد جميل شبيب، مدير الفريق، بأن فريق "باقون" اعتمد على فكرة إعطاء الفرصة للشباب الموجودين في الداخل لإثبات وجودهم، وتقديم واجباتهم اتجاه بلدهم في ظل الحرب الراهنة، وعدم الهجرة من أجل الدراسة أو تداعيات أخرى، وإيجاد البديل، وبذلك يكون فريق "باقون" قد ساهم بالحد من هجرة الشباب وخاصة العقول، بحسب ما قال لـ"
عربي21".