تظهر تأثيرات استهداف القيادي في
حزب الله، مصطفى بدر الدين، بالثقل الذي عبر عنه قادة الحزب وأنصاره خلال تشييعه الجمعة، والذي شارك فيه قادة الحزب وفي مقدمتهم نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، ونواب الحزب.
وتشير مصادر مقربة من حزب الله، لـ"
عربي21"، إلى أن الحزب في صدد توجيه اتهام مباشر لإسرائيل بارتكاب عملية
الاغتيال، مع ذكر أدلة في هذا الاتجاه والحديث عن الحق في الرد، مع إشارة لربط
السعودية أيضا بالعملية، "هي تبحث عما تسميه دلائل أيضا في هذا الاتجاه"، وفق المصادر.
وكان قاسم قد قال إن "الانفجار حصل قرب مطار دمشق وفي مركز من مراكز حزب الله، وكان كبيراً، وقد دأب إخواننا على التحقيق بطبيعة الانفجار ومن سببه"، وفق قوله.
وحول ما ينتظره الجميع لجهة تحديد الحزب لوجهة الاتهام، قال قاسم: "بسبب وجود احتمالات كبيرة جدا لم نستبق التحقيق، وأن نعلن بناء على رؤية سياسية أو رغبة في تظهير بعض الأعداء مقابل البعض الآخر".
ووعد قاسم جمهور الحزب "بإعلان سبب الانفجار ومن هي الجهة المسؤولة خلال ساعات"، مضيفا: "لقد تلمسنا خطوات واضحة تؤشر إلى الجهة وإلى الأسلوب، لكننا نحتاج إلى بعض الاستكمال لنتيقن مئة بالمئة وسنعلن هذا الأمر".
وكان حزب الله قد أعلن أن بدر الدين قتل في غارات
إسرائيلية على العاصمة السورية، استهدفت مقر إقامته قرب مطار دمشق.
يُذكر أن بدر الدين هو شقيق زوجة عماد مغنية، القائد العسكري السابق في حزب الله؛ الذي اغتيل في دمشق في شباط/ فبراير 2008، وكان قائدا لعمليات الحزب في جنوبي لبنان قبل انسحاب القوات الإسرائيلي من الجنوب عام 2000.
وتؤكد مصادر متطابقة أن بدر الدين هو المسؤول العسكري رقم واحد في الحزب، وقد خلف عماد مغنية في هذا الموقع.
ووجهت المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان اتهامات لبدر الدين بالمشاركة بعملية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق
الحريري في شباط/ فبراير 2005.
كما وضعت الولايات المتحدة الأمريكيّة والسعودية بدر الدين على اللائحة السوداء، لدوره في تعزيز "الإرهاب" المتمثل بحزب الله؛ في منطقة الشرق الوسط.
وعلمت "
عربي21" أن المحكمة الدولية تدرس خبر الإعلان عن اغتيال بدر الدين بحذر، خوفا من أن يكون إعلانا يهدف إلى إخفائه ومن ثم تبديل أوراقه الثبوتية، أو ربما تغيير ملامحه المعروفة بشكل عام.
وتؤكد مصادر المحكمة أن محاكمة بدر الدين ستستمر غيابيا حتى يتسنى للمحكمة التثبت من أنه لقي حتفه، فعلا وفق الأصول القضائية، ومن أهمها فحص الحمض النووي بدقة.
في غضون ذلك، لم تستبعد وسائل إعلام لبنانية احتمالية تورط النظام السوري في عملية اغتيال بدر الدين لإخفاء آخر خيوط اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
من جهته، أشار الكاتب جورج بكاسيني، المقرب من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، لـ"
عربي21"، أن "تداعيات تصفية بدر الدين تبقى غامضة في ظل التعتيم الحاصل حول طبيعة الاستهداف"، مشيرا إلى أن "المحكمة الدولية وحدها القادرة على تحديد التأثيرات المباشرة التي تترتب على ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري".
واعتبر بكاسيني أن "اغتيال بدر الدين لن يترك آثارا مباشرة على الوضع الداخلي في لبنان، وستنحصر تأثيراته عند حزب الله المعني الأول بهذا الاستهداف".
ورأى أن مسألة تفجير الأوضاع بين حزب الله وإسرائيل "احتمال لا يمكن تأكيده أو نفيه، وهو ما يستدعي الانتظار بضع أيام للوقوف على الصورة الواضحة بهذا الخصوص"، وفق قوله.