نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا حول أزمة الصحفيين
المصريين، ومطالبتهم الحكومة بالاعتذار عن مداهمة نقابتهم، واعتقال صحفيين، واحتجاجهم على تعامل وزارة الداخلية مع زملاء لهم.
ووصفت مراسلة التايمز" في القاهرة بيل ترو، ما يجري بأنه أصعب تحد يواجهه الرئيس عبد الفتاح
السيسي منذ وصوله إلى الحكم؛ لأن الصحفيين انضموا إلى الاحتجاجات ضد حملات
القمع التي تقوم بها الأجهزة الأمنية.
ويشير التقرير إلى تجمع أكثر من ألفي صحفي أمام نقابة الصحفيين في وسط القاهرة، مطالبين رئيس الجيش السابق بعزل وزير الداخلية، والاعتذار عن العنف الذي تمارسه الدولة ضد الإعلام.
وتذكر الصحيفة أن الاحتجاجات جاءت بعد سلسلة من التجمعات المعارضة للحكومة؛ بسبب قرار النظام "التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للسعودية، التي تعد من أكبر الداعمين الماليين له، حيث اتهم السيسي بعد هذا القرار بأنه (يبيع مصر).
وتقول ترو إن أجهزة الأمن اعتقلت يوم الأحد صحفيين اثنين، اتهما بالتحريض على الاحتجاجات ضد تسليم الجزيرتين، بعد اقتحامها مقر نقابة الصحفيين، لأول مرة في تاريخ النقابة، التي تأسست منذ 75 عاما.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن السيسي اتهم في وقت التظاهرات ضد تسليم الجزيرتين، جماعات "الشر"، التي لا تريد الخير لمصر، بالتشكيك في إنجازات نظامه وإثارة الرأي العام، ودعا المصريين إلى التوقف عن مناقشة الموضوع، والاستماع إليه "السيسي" فقط.
وتلفت الصحيفة إلى أن السيسي أخبر وفدا من الكونغرس زار مصر هذا الأسبوع قائلا له، إن العالم لا يمكنه فرض "المنظور الغربي" لحقوق الإنسان على مصر؛ نظرا "لوضعها الأمني الاستثنائي".
وتفيد الكاتبة بأن المحتجين أعطوا الحكومة أسبوعا لتلبية خمسة مطالب رئيسية، بما فيها عزل وزير الداخلية مجدي عبد الغفار، أو مواجهة إضراب وطني عام، حيث هدد الصحفيون بتقديم وزارة الداخلية للمحاكمة.
وينقل التقرير عن رئيس لجنة الحريات في النقابة خالد البلشي، قوله إن "الوضع هو الأسوأ في تاريخ
الصحافة، وما يجري الآن في النقابة غير مسبوق"، وأضاف أن زملاءه غاضبون من اعتقال الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، اللذين اتهما بالتحريض على
الانقلاب.
وتنوه الصحيفة إلى أن المحتجين هتفوا يوم الأربعاء بشعارات حملوا فيها السيسي المسؤولية، وطالبوا بعزل وزير الداخلية، حيث نشرت صحف مصر مطالب الصحفيين على الصفحات الأولى يوم الخميس، ورفضت معظم الصحف نشر اسم وزير الداخلية، ووضعت صورته فقط بطريقة تظهر أنه شيطان، ونشرت صحيفة "الأهرام" على صفحتها الأولى شعار "الصحافة ليست جريمة".
وبحسب ترو، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها السيسي وحكومته لاحتجاجات من المعسكر الموالي له، وذلك منذ صوله إلى الحكم عام 2014، لافتة إلى دور وسائل الإعلام في رسم هالة من القداسة على شخصيته، حيث استغل هذه الصورة منذ أن أزاح سلفه الدكتور محمد مرسي من الحكم عام 2013، بعد احتجاجات شعبية على حكمه.
ويشير التقرير إلى أن منظمة حماية الصحفيين وصفت مصر بأنها اليوم أكثر بلدان العالم سجنا للصحفيين بعد الصين، إذ يوجد فيها 29 صحفيا خلف القضبان، حيث إنه باسم الأمن، قامت الحكومة بنشر تعليمات وفرض غرامات على أي صحفي ينشر تقارير وأرقاما تخالف رواية الجيش المصري عن الأوضاع في سيناء أو أي هجمات إرهابية.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدث السابق باسم المعارضة خالد داوود: "من ناحية تعدد الآراء وحرية الصحافة، فإن الوضع سيئ للغاية"، مضيفا أنه تعرض للضرب من بلطجية السيسي.