معارض إسلامي جزائري يتهم السلطة بتبذير 90 مليون دولار

قال عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية المعارضة بالجزائر، إن السلطة الجزائرية صرفت ما لا يقل عن 90 مليار دولار لشراء السلم الاجتماعي، واستند في ذلك على تقرير لمجلس المحاسبة الذي يتبع رئاسة الجمهورية بالجزائر، لم يتم نشره.

وأفاد جاب الله، في مؤتمر صحفي عقده بمقر حزبه بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائر، الجمعة، أن "خبراء في المالية قدروا بأن هذا المبلغ المالي الضخم، كان بالإمكان استثماره في بناء مصانع، حيث يكون كفيلا بإنشاء 2000 مصنع وخلق مليون منصب عمل جديد، وبالتالي هذه أرقامهم هم كشفوها (يقصد السلطة) وتظهر حجم التبذير الذي كان حاصلا من أجل بقائهم في السلطة".
 
ولطالما اتهمت المعارضة بالجزائر، ممثلة بتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، المطالبة برحيل النظام بالجزائر، السلطة بصرف أموال طائلة من أجل شراء السلم الاجتماعي، وقالت في خرجات متوالية إن هذه السياسة ستؤدي بالبلاد إلى الخراب.

وضخت الحكومة الجزائرية، ما يزيد عن 800 مليار دولار، لتنمية اقتصادها، منذ اعتلاء الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سدة الحكم، في نيسان/أبريل العام 1999، وتزامنا مع تدهور أسعار النفط، تتزايد التساؤلات بشأن وجهة تلك الأموال، طالما أن عجلة الاقتصاد الجزائري لم تتحرك ومازال اقتصاد البلد الذي يغلب عليه طابع الاستيراد والاستهلاك، مرتبطا أشد الارتباط بعائدات النفط.

وطالب نائب البرلمان الجزائري، منصور عبد العزيز، حكومة بلاده، بتقديم تفسيرات جدية بخصوص وجهة 800 مليار دولار، ولماذا مازال الاقتصاد الجزائري مبنيا على عائدات النفط بنسبة 98 بالمائة، رغم الأموال الباهظة التي خصصت لبناء اقتصاد بديل عن النفط وتعزيز قدرات الإنتاج الوطني.

وقال عبد العزيز في تصريح سابق لـ"عربي21": "إن الجزائر في خطر حقيقي يهدد اقتصادها"، وتساءل: "هل يعقل أن نضخ 800 مليار دولار في ظرف 15 سنة دون أن نشهد إقلاعا اقتصاديا حقيقيا؟".

واستنكر رئيس جبهة العدالة والتنمية "تصرف السلطة بمال الشعب وكأنه مال آباء وأجداد القائمين عليها، وتفعل به ما تشاء وللأسف المواطنون ساكتون عن حقهم، وإن تكلموا فلأنفسهم فقط".

وصرفت السلطة تلك الأموال بعز ما يوصف في الجزائر بـ"البحبوحة المالية" الناتجة عن مداخيل النفط التي عرفت ارتفاعا ملحوظا بالسنوات الماضية، قبل أن تتدهور من جديد، وتربط الحكومة الجزائرية التي صارت تبحث عن حلول لتمويل الخزينة العامة.

وقال جيلالي سفيان رئيس حزب "جيل جديد" المعارض بالجزائر بتصريح لصحيفة "عربي21"، الجمعة: "إن السلطة بالجزائر صرفت ما لا يقل عن 800 مليار دولار منذ أن اعتلى الرئيس بوتفليقة سدة الحاكم العام 1999".

وتساءل جيلالي سفيان: "أين ذهبت كل تلك الأموال، بينما الحكومة عجزت حتى عن تشييد مشفى محترم يغني الرئيس عن التنقل إلى أوروبا بغرض العلاج أو إجراء فحوصات طبية دورية كما تقول الرئاسة بالجزائر".

وعاد، الجمعة، الرئيس الجزائري من جنيف، التي نقل إليها الأربعاء الماضي من أجل إجراء فحوصات طبية، كما ذكر بيان للرئاسة.

لكن السلطة وعن طريق الأحزاب الموالية لها، ترد على المعارضة السياسية التي تتساءل عن وجهة تلك الأموال الباهظة التي صرفت، بقولها إن الآلاف من السكنات قد شيدت كما أن أميالا من الطرقات قد شقت.