قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن "الأنظمة
الاستبدادية، والإرهاب، تمكنا من إفشال أحلام الشباب، في دول الربيع العربي، بعد أن كانوا يحلمون لبلدانهم، بمستقبل، يعيشون فيه حياة كريمة تحظى باحترام حقوق الإنسان".
جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس الحكومة التركية، مساء الخميس، في "جامعة
قطر" بالعاصمة القطرية الدوحة، على هامش الزيارة الرسمية التي يجريها حاليا للبلاد، لإجراء مباحثات مع المسؤولين هناك.
وتابع قائلا: "تلك الأنظمة الاستبدادية، مثل نظام الأسد، والتنظيمات "
الإرهابية" التي ظهرت عقب الربيع العربي، مثل تنظيم الدولة "
داعش"، تمثل تحديا كبيرا بالنسبة لنا، ولقد آن الأوان لإجراء إعادة تقييم لمجمل الأوضاع".
وأعرب داود أوغلو، عن أسفه حيال "حالة التشاؤم الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والمجتمعات الإسلامية"، مشددا على ضرورة الحيلولة دون تملّك تلك الحالة النفسية المتشائمة، من التفكير، وسيطرتها بشكل سيء على دول المنطقة، على حد تعبيره.
وأكد رئيس الوزراء أن مسؤولياتهم "تحتم علينا، عدم قبول تلك الحالة المتشائمة، وضرورة العمل معا من أجل إيجاد طريقة من شأنها جلب السعادة، والثروة والرخاء لتلك المجتمعات"، مشيرا إلى أن "تركيا وقطر تعملان معا لمواجهة كافة التحديات".
وشدد على ضرورة إجراء حوار سياسي عالي المستوى بين زعماء الدول الإسلامية والمنطقة، مضيفاً بالقول: "بهذه الطريقة، يمكننا أن نتحدث إلى بعضنا البعض بشكل ودي وصريح، ولن تبقى هناك حاجة لنحكم على بعضنا بأحكام مسبقة، ولعل أفضل مثال على ذلك هو الحوار السياسي بين تركيا وقطر".
واستشهد داود أوغلو، على أهمية عقد لقاءات بين زعماء الدول الإسلامية، بالاتحاد الأوروبي، وقال في هذا السياق: "رغم وجود خلافات في الرؤى بين الزعماء الأوروبين، فإنهم يجتمعون شهريا، يتحدثون فيما بينهم حتى وإن لم يتوصلوا إلى توافق، وذلك بدلًا من أن يوجهوا الاتهامات لبعضهم البعض".
سوريا والعراق وأزمة التقسيم
وفي الشأنين السوري والعراقي، لفت رئيس الحكومة التركية، إلى وجود رغبة لدى الشارعين في البلدين لتشكيل حكومة غير قائمة على أساس المذهب والعرق، متابعا: "لقد انقسمت منطقتنا قبل مئة عام، ولا نريد تقسيما جديدا فيها، فلا بد من حماية وحدة تراب الدول الشقيقة، وعلى القادة احترام كرامة شعوبهم، واحترام الاختلافات الإثنية والدينية والمذهبية".
وفي سياق آخر، أضاف داود أغلو، أن تركيا تحتضن نحو 3 ملايين لاجئ سوري، وأن 152 ألف طفل سوري ولدوا في بلاده، دون أن يروا بلادهم، مبيناً أن ثلث الشعب السوري يعيشون كلاجئين في دول الجوار في الوقت الراهن.
وأكد داود أوغلو أن تركيا ستواصل دعمها للقوات المعارضة المعتدلة في سوريا، والسوريين الذين يواجهون تنظيم "داعش" ونظام الأسد، و"حزب الله" اللبناني، والطيران الروسي، وكل أنواع الظلم، قائلا: "سنقدم المساعدة لهم (السوريون) حتى يتمكنوا من تحقيق حياة كريمة في بلدهم".
وشدد داود أغلو على ضرورة تقاسم آلام السوريين، قائلا: "إن تركيا هي الدولة التي تحتضن أكبر عدد من اللاجئين في العالم، إن 60% من القاطنين بولاية كليس (جنوب تركيا) هم سوريون، و40% مواطنون أتراك".
وأضاف داود أغلو: "أشعر بالفخر بشعبي، رغم كل هذا العبء على سكان كليس والقذائف التي تسقط على المدينة، ومقتل نحو 10 أشخاص، فإننا لم نشهد أي مظاهرة في أي مكان في تركيا ضد السوريين، والعرب والأجانب".
وأشار داود أوغلو إلى أن هناك الكثير من البلدان أغلقت أبوابها أمام اللاجئين، إلا أن تركيا لن تغلق أبوابها أمامهم في أي وقت من الأوقات.
وأردف: "لقد أنشأنا 10 مخيمات قرب حدودنا، داخل الأراضي السورية، يقطنها نحو 150 ألف نازح سوري، ونقدم لهم المأكل والمشرب والمأوى وكل احتياجاتهم، إلا أنهم يتعرضون لهجمات طيران النظام، وروسيا، وهجمات تنظيم داعش".
وبين رئيس الوزراء التركي أن الطائفية تعد أكبر تهديد للدول الإسلامية، مؤكدا أنها تتعارض مع القيم الأساسية للدين الإسلامي، مضيفا: "إن كل من يمارس العنف على أساس الطائفية، فهو خطير بقدر إرهاب داعش".