يفتح بيع
السعودية لشحنة خام فورية إلى شركة تكرير صينية مستقلة جبهة جديدة في معركة الهيمنة على سوق
النفط الآسيوية، ويبعث برسالة قوية إلى منافستيها
روسيا وإيران بأن حرب الحصة السوقية مستمرة.
فقد باعت
أرامكو السعودية ،أكبر مصدر للنفط في العالم، هذا الشهر، 730 ألف برميل من الخام تحميل حزيران/ يونيو إلى مصفاة شاندونغ تشامبرود للبتروكيماويات الصينية، وهي واحدة من حوالي 20 مصفاة تكرير مستقلة. وهذا أول
بيع فوري لأرامكو إلى إحدى تلك المصافي.
وتبيع أرامكو الخام عادة من خلال عقود لأجل عام أو أكثر، وبموجب سعر بيع رسمي بدلا من المعاملات الفورية.
وفي حين تبيع الشركة شحنات فورية من آن لآخر إلى شركات التكرير الأوروبية والهندية على سبيل المثال، فإن هذه هي المرة الأولى التي تبيع على أساس فوري إلى شركة تكرير صينية غير حكومية، بما يسلط الضوء على مرونة جديدة في المبيعات.
وقال فيرندرا تشاوهان، المحلل لدى إنرجي أسبكتس في سنغافورة: "يظهر السعوديون مزيدا من المرونة لدخول تلك السوق في خضم حربهم من أجل الحصة السوقية. يشير ذلك إلى استراتيجية تسويق أكثر إبداعا وأقل جمودا".
وقال مصدر مطلع في القطاع إن أرامكو باعت لشاندونغ تشامبرود شحنة تشمل الخام العربي الثقيل بفرق سعر عن متوسط خامي عمان ودبي.
كان سعر البيع الرسمي لشحنات أيار/ مايو من الخام العربي الثقيل قد تحدد بخصم 3.65 دولار للبرميل عن متوسط عمان ودبي.
وخرجت الشحنة من موقع تخزين أرامكو بجزيرة أوكيناوا اليابانية، الذي تديره الشركة للوقاية من حالات تعطل المعروض، ولكي تستطيع الاستجابة السريعة للطلب قصير الأمد.
وغطت روسيا معظم زيادة الطلب من المصافي المستقلة الصينية، التي لم يسمح لأغلبيتها باستيراد الخام إلا من العام الماضي، لتصبح موسكو أكبر مورد للنفط إلى الصين في آذار/ مارس، وفي أربعة أشهر منفصلة من 2015، وتنحي السعوديين جانبا.
وقال متعامل كبير أبرم صفقات مع السعوديين والمستوردين الصينيين: "بالنسبة للسعوديين يشير طرح شحنة فورية على مصفاة مستقلة إلى رغبتهم في رد الصفعة للروس الذين لبوا معظم طلب المصافي المستقلة المتزايدة.
"كما يبعث برسالة إلى المنتجين الآخرين، وبخاصة
إيران، مفادها أن السعوديين مستعدون للعب بخشونة في السباق على الحصص بالسوق الآسيوية".