أعلنت الحكومة
السعودية أمس الاثنين تبنيها لخطة اقتصادية طموحة أطلقت عليها اسم (
رؤية السعودية 2030)، وهي خطة تهدف لتقليل الاعتماد على النفط أو التخلي عنه كليا خلال السنوات المقبلة لصالح تعزيز الاستثمار وابتكار وسائل جديدة لتحصيل الايرادات المالية، فيما رجح خبير اقتصادي في لندن تحدث لــ"
عربي21" أن تنجح
المملكة في تحقيق هدفها وتتحول قريبا إلى أكبر وأهم مستثمر في العالم.
وبحسب "رؤية السعودية 2030" التي تبناها مجلس الوزراء السعودي وكان الأمير
محمد بن سلمان قد تحدث عنها في مقابلتين منفصلتين مع كل من وكالة "بلومبرغ" الأمريكية وقناة العربية التي تعمل من دبي، فإن الخطة تتضمن خصخصة شركة "أرامكو"، وهي أكبر شركة نفطية في العالم، بحيث يتم إدراجها في السوق وبيع نسبة 5% من أسهمها بينما تحتفظ الحكومة السعودية بما يتبقى من الشركة.
وتعتزم السعودية –بحسب الرؤية الجديدة – تأسيس صندوق للاستثمارات العامة ستكون "أرامكو" المدرجة في السوق جزءاً منه، على أن قيمة أصوله المتوقعة ستتجاوز التريليوني دولار أمريكي، ليكون أكبر صندوق للاستثمارات السيادية في العالم، ويبلغ حجمه أكثر من ضعف حجم أكبر صندوق موجود في العالم بالوقت الراهن وهو صندوق الاستثمارات النرويجية الذي يزيد حجمه عن 800 مليار دولار أمريكي.
وتوقع الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد في جامعة لندن الدكتور ناصر قالاوون أن تنجح السعودية في صناعة اقتصاد منوع لا يعتمد على النفط، وأن تنجح في سوق الاستثمار العالمي، مشيراً في تصريحات خاصة بــ"
عربي21" إلى أن "المملكة فشلت في السابق بصناعة اقتصاد غير نفطي لأنها كانت تعتمد على تنمية الصادرات غير النفطية فقط، بينما تطرح اليوم رؤية متكاملة من أجل تقليل الاعتماد على النفط في اقتصادها".
وأضاف قالاوون أن "نتوقع أن يبدأ التراجع التدريجي في الاعتماد على النفط خلال الـ15 عاماً المقبلة.. النجاح في ذلك وارد لأنه سيتم تغذية الميزانية عبر العديد من المصادر ومن بينها الضريبة المضافة ومشروع الجرين كارد والاستثمارات في الخارج، وليس فقط بيع بعض الأصول".
ورأى قالاوون أن "رؤية السعودية 2030" تتضمن "طريقة ذكية لتوليف ضرائب مقابل خدمات، وإذا تم تنفيذها بسلاسة فسوف تنقص حصة النفط والغاز وتزيد حصة المصادر الأخرى من الإيرادات المالية للخزينة العامة".
واعتبر قالاوون أن ما يجري في السعودية حالياً يمثل "ثورة اجتماعية وإدارية"، لافتا إلى أن الأمير محمد بن سلمان يقوم حالياً بتغيير عقلية الشباب السعودي لجعلهم منتجين أكثر، ويضيف: "إنه أمير شاب يخاطب مجتمعاً أكثر من 70% من أبنائه من الشباب وهذا يعني أنه الأقدر على التأثير فيهم.. إنه يريد دفعهم للعمل في القطاع الخاص ويريد جعلهم أكثر إنتاجية".
يشار إلى أن النفط يشكل حاليا أكثر من 70% من إيرادات الخزينة العامة في السعودية، فيما يسود الاعتقاد بأن هبوط أسعار النفط من مستويات الـ115 دولارا في منتصف العام 2014 إلى مستويات الأربعين دولارا في الوقت الراهن سوف تؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي وسوف يتسبب ببعض المشاكل للاقتصاد السعودي.