شهدت محافظة
الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في
سوريا، الأحد، صفقة تبادل تجارية جديدة مع فصائل في محافظة إدلب، مرورا بحلب، تضمنت "الوقود مقابل الغذاء".
وتمت الصفقة عبر وسطاء من التجار قاموا بنقل كميات من المواد الغذائية الأساسية من محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة فصائل جيش الفتح، إلى الرقة، تزامنا مع انطلاق صهاريج كبيرة مملوءة بالمحروقات إلى مدينة إدلب.
الناشط الإعلامي الميداني، أبو قاسم الحمصي، المطلع على عملية التبادل قال لـ"
عربي21" إن الشاحنات التي قدمت من محافظة إدلب نحو مدينة الرقة، عبر إحدى الطرق الواقعة غربي المدينة، كانت محملة بمواد غذائية، بينها السكر، مشيرا إلى أن منطقة "المنصورة" التابعة لمحافظة الرقة، والواقعة على ضفاف نهر الفرات، دخلها قرابة 120 طنا من مادة السكر خلال عملية التبادل، الأمر الذي أدى إلى انخفاض سعر الكيلو الواحد من 550 ليرة سورية إلى حدود الـ150 ليرة للكيلو الواحد، وفق قوله.
وقال أبو قاسم: "استطعنا توثيق دخول كمية الـ120 طن من مادة السكر إلى منطقة المنصورة، إلا أننا لم ننجح في تحديد كميات المواد الغذائية، بما فيها مادة السكر التي وصلت إلى الرقة، مدينة من مناطق المعارضة السورية، لعدم إفصاح القائمين على عمليات النقل عن الكميات الداخلة، فيما تم نقل كميات كبيرة من المحروقات المكررة، كـالمازوت والبنزين، عبر الصهاريج إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة عبر التجار الوسطاء".
التبادل والضغوط الاقتصادية
وأشار الناشط الإعلامي إلى أن عمليات التبادل بين
تنظيم الدولة والفصائل السورية تكون مبنية على الضغوط الاقتصادية على الجانبين، وهي لا تتم بينهما بشكل مباشر، بل من خلال وساطات من كبار التجار العاملين في هذا المجال، "فهم يديرون عملية المقايضة بما يحافظ على سلامة السيارات والحمولات من السرقة أو القصف العشوائي".
ويشرح أبو قاسم: "من أهم مبادئ المعارضة السورية المسلحة في قتال التنظيم، تقويض الأركان الاقتصادية وقطع شريان التمويل لدى التنظيم بغية شل حركته"، لكن سيطرة التنظيم على المصادر
النفطية والوقود يدفع لعقد صفقات من هذا النوع، في ظل حاجة مناطق التنظيم للمواد الغذائية.
وتجري مثل هذه الصفقات كلما اشتد الحصار على الجانبين، فقد جرت أكثر من عملية تبادل من هذا النوع خلال العام الماضي والعام الحالي، بين التنظيم ومناطق سيطرة الفصائل، وخصوصا الريف الحلبي المجاور لمناطق التنظيم. وعمليات التبادل هذه غير مرهونة بأوقات محددة، كما أنها متقطعة وليست مستمرة.
التبادل لا يهدئ ساحة المعارك
وعقب مرور قوافل التبادل التجاري بين تنظيم الدولة والفصائل السورية، تعود المعارك والمواجهات على الفور بين الجانبين، وهذه المرة امتدت الاشتباكات من الطريق الذي كان معتمدا في عملية التبادل وصولا إلى أطراف مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي.
ونوه الناشط إلى أن المواجهات الجديدة جرت بين مجموعات قتالية تابعة لتنظيم الدولة، ومجموعات تتبع لجبهة النصرة وفيلق الشام.
ونقل أبو قاسم الحمصي معلومات تفيد بأن فيلق الشام هو الذي أدار عملية التبادل التي جرت مع التنظيم، ولكن من خلال تجار وليس بشكل مباشر، مؤكدا أن النصرة لم تكن طرفا في التفاوض قبيل صفقة التبادل، ولكنها كانت موافقة على حيثياتها، فيما لم يتسن لـ"
عربي21" التأكد من جهة مستقلة من الأطراف المشاركة في عملية التبادل أو التي وقفت على رعايتها.