تبرأ المبعوث الأممي إلى
سوريا ستفان
دي ميستورا في مؤتمره الصحفي، مساء الاثنين، من اقتراح تعيين نواب للرئيس السوري، وقال إنه اقتراح من أحد الخبراء وليس منه، وقال إن الوقت سابق لأوانه لطرح مثل هكذا اقتراحات، وأشار إلى أن فكرة هيئة حكم انتقالي لم تُدفن، بحسب ما نقلت وكالة "آكي" الإيطالية.
وفي الأثناء، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما في مشاورات هاتفية، الاثنين، تأكيد عزمهما على تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا.
وقال المبعوث الأممي دي ميستورا إن وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يُمثل المعارضة السورية سيبقى في فندقه، على الرغم من إعلانه تأجيل المفاوضات؛ بسبب احتجاجه على عدم التزام النظام السوري بالبنود التمهيدية المرتبطة بمفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة، وأكّد على أن "المفاوضات صعبة" وأن الحل "لن يكون سحريا".
وقال دي ميستورا في مؤتمره الصحفي إن رئيسي وفدي الطرفين (المعارضة والنظام) سيدخلان في اجتماع خاص، دون أن يحدد إن كان يعني وجود اجتماع مباشر بين رئيس وفد النظام بشار الجعفري ورئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، أم غير ذلك.
واعترف دي ميستورا بوجود صعوبات كبيرة في المفاوضات وخلافات جادة بين الطرفين، وقال إنه لا يمكن بعد خمس سنوات من النزاع أن يكون الحل السياسي سحريا خلال أسبوع، وقال إن أحد الطرفين (المعارضة) يركز على تطبيق هيئة حكم انتقالي، والطرف الثاني (النظام) يؤشر لتشكيل حكومة موسعة من كل الأطراف. وبيّن أن كلا الطرفين يعتقد بأنه على صواب، لكنّه لم يربط صحة موقف الطرفين بمسألة تشكيل هيئة حكم انتقالي، التي كانت أحد مخرجات بيان جنيف والقرارات الدولية التي تليها، والتي تقوم المفاوضات على أساسها.
والتقى المبعوث الأممي وفدا مُصغّرا يضم ثلاثة من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات بعد ظهر الاثنين، وقدم له طلبا لتأجيل المفاوضات الحالية؛ حتى يُظهر النظام جديته في قبول الانتقال السياسي، ويلتزم بتنفيذ البنود التمهيدية المتعلقة بالمسائل الإنسانية، ويحترم الهدنة.
وقال إنه سمع عن نيّة هيئة المفاوضات تأجيل مشاركتهم الرسمية في المفاوضات، كإعراب عن قلقهم وعدم ارتياحهم؛ بسبب تدهور الوضع الإنساني واستمرار الأعمال العدائية، وأشار إلى أنهم سيبقون في جنيف في فندقهم، واقترح عليهم أن يبقوا في حالة عقد مناقشات بينهم وبينه.
وقدّمت المعارضة للمبعوث الأممي تفاصيل عن "خرق النظام للهدنة أكثر من ألفي مرة"، واحتجت على توقيف قوافل المساعدات الإغاثية للمناطق المحاصرة، وعدم إطلاقه سراح سجناء معتقلين لديه، كما احتجت على تدخل إيران العسكري في سورية، وطالبت الأمم المتحدة بالقيام بواجباتها والإجراءات التمهيدية المُتفق عليها للمفاوضات.
تعزيز وقف إطلاق النار
وفي السياق ذاته، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما، في مشاورات هاتفية الاثنين، تأكيد عزمهما على تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا، بحسب ما أعلن الكرملين والبيت الأبيض.
وقال الكرملين في بيان له إن "الرئيسين بحثا بالتفصيل الوضع في سوريا، وأكدا خصوصا عزمهما على المساعدة في تعزيز وقف إطلاق النار في هذا البلد، والناجم عن مبادرة روسية أمريكية، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية".
وأضاف الكرملين أن بوتين شدد على ضرورة أن تنأى المعارضة "المعتدلة" بنفسها من جهاديي تنظيم الدولة وجبهة النصرة، كما دعا إلى إغلاق الحدود بين سوريا وتركيا، من حيث "يستمر تزويد المتطرفين بالأسلحة".
ودخل وقف لإطلاق النار تم التفاوض بشأنه بين الولايات المتحدة وروسيا حيز التنفيذ في 27 شباط/ فبراير، وأحيا الأمل بالتوصل إلى اتفاق في جنيف لوضع حد لإراقة الدماء.
لكن المعارك تجددت في محافظة حلب الأسبوع الماضي، ما دفع عشرات آلاف الأشخاص إلى الفرار، وحمل المعارضة على طرح تساؤلات حول التزام بشار الأسد بإيجاد حل سياسي لنزاع ساهم في تهجير نصف السكان، وقتل أكثر من 270 ألفا.