أضحى مستقبل بعض
الفصائل الفلسطينية مهددا؛ بسبب قرار رئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس، الاثنين الماضي، وقف صرف
المخصصات المالية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي تلاه الخميس، قرار مماثل بحق الجبهة الديمقراطية.
يقول القيادي في
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هاني الثوابتة، إن قرار عباس "خطيئة لا مبرر لها"، مؤكدا أنه يأتي من باب "الضغط الذي يمارسه الرئيس عباس على الجبهة، لتغير موقفها حيال بعض القضايا".
وأضاف لـ"
عربي21" أن القرارات المتعلقة بأموال الصندوق القومي الفلسطيني؛ يجب أن تتخذها "الهيئات والمؤسسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، لا أشخاص من هنا أو هناك"، مبينا أن حركته "بلّغت شفويا في شباط/ فبراير الماضي، من قبل مسؤول الصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري، بإيقاف صرف المخصصات بقرار من عباس".
الخنق المالي
ووصف القيادي في الجبهة الديمقراطية صالح زيدان، القرار بحق حركته، بأنه "خاطئ وتعسفي، ويعزز الانقسام الفلسطيني"، مؤكدا لـ"
عربي21" أنه لا "تفسير لمثل هذه القرارات سوى التفرد بالسلطة".
وأرجع زيدان سبب القرار إلى "غياب الرقابة، وافتقاد المؤسسات التشريعية الفلسطينية المختلفة؛ كالمجلس التشريعي، والمجلس الوطني".
من جهته؛ قال الخبير السياسي الفلسطيني عبد الستار قاسم، إن ما قام به رئيس السلطة الفلسطينية بحق الجبهتين؛ هو "نوع من العقاب"، معتبرا أن هذه الفصائل "تستحق العقاب فعلا، لكن من الشعب؛ لأنها خالفت مبادئها وقيمها الوطنية، وحاولت مرارا وتكرارا أن تظهر ميلها نحو السلطة الفلسطينية، ومنها من انخرط فيها"، على حد وصفه.
وأضاف لـ"
عربي21": "كان من الواجب على هذه الفصائل عبر سنواتها الطويلة أن تكون لها استثماراتها الخاصة؛ كي لا تمد يدها لأحد، ولتتمكن من تمويل نفسها ذاتيا".
وأرجع قاسم "تحكم" عباس بالمال الفلسطيني، إلى أنه "لم يجد شعبا يقف في وجهه"، ذاهبا إلى أن السياسة التي يعتمدها رئيس السلطة، ستفضي بالشعب الفلسطيني وقضيته إلى "مزيد من الخراب والتمزق الاجتماعي، والانحدار الأخلاقي".
القضية الأخطر
من جانبه؛ رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت بالضفة الغربية المحتلة، أحمد مجدلاني، أن وقف صرف المخصصات "قضية داخلية في إطار منظمة التحرير، ويمكن علاجها وحلها في إطار الحوار الذي يحكم علاقة الفصائل الفلسطينية بعضها مع بعض، أيا كانت طبيعة الخلافات السياسية".
وقال لـ"
عربي21" إن "حق كل فصيل فلسطيني بالتمويل من منظمة التحرير؛ هو مبدأ مكفول وغير قابل للنقاش"، لافتا إلى أن القضية "الأهم والأخطر؛ هي أن لا يصل مستوى العلاقات الوطنية بين فصائل العمل الوطني إلى حد التخوين والتجريح وحرق الصور".
واعتبر أن "التعبير عن الموقف الخلافي"؛ بحرق صور رئيس السلطة محمود عباس، خلال تظاهرة للجبهة الشعبية الثلاثاء الماضي في مدينة غزة، تنديدا بعدم صرف مستحقاتها؛ عمل "غير لائق، وغير صحيح".