قمة اسطنبول تطرح مشاكل العالم الإسلامي وأبرزها "الإرهاب"
اسطنبول- وكالات14-Apr-1606:57 PM
0
شارك
تطرقت كلمات القادة إلى الأزمات السورية والليبية واليمنية- أ ف ب
شكلت التطلعات لمعالجة الأزمات التي يشهدها العالم الإسلامي والتأكيدات على أهمية تكاثف دوله لمواجهة "الإرهاب" محورين رئيسيين لكلمات القادة والمسؤولين ورؤساء الوفود في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ13 لقمة منظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت صباح اليوم الخميس في مدينة اسطنبول التركية.
أردوغان ينتقد ازدواجية إدانة "الإرهاب"
غير أن القمة التي تجمع أكثر من 30 من القادة، تهيمن عليها نزاعات تشهد انقسامات مذهبية في سوريا واليمن، بين شيعة تدعمهم إيران وسنة تدعمهم السعودية. وهو ما جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحث العشرات من قادة الدول والحكومات، على إنهاء الانقسامات المذهبية في العالم الإسلامي لمحاربة "الإرهاب" بشكل أفضل في منطقة تشهد حروبا.
وقال أردوغان مفتتحا القمة: "أعتقد أن أكبر تحد يتعين تجاوزه هو المذهبية. ديانتي ليست السنة والشيعة، ديانتي هي الإسلام". وتابع: "يجب أن نتحد في النزاعات وفي الطغيان، المسلمون فقط يعانون"، مضيفا أن القمة قد تكون "نقطة تحول" لكافة العالم الإسلامي.
وهاجم أردوغان تنظيم الدولة ومتطرفي جماعة "بوكر حرام" في نيجيريا بوصفهما "تنظيمين إرهابيين يخدمان الأهداف الشريرة ذاتها". وانتقد ما وصفه بـ"ازدواجية" المجتمع الدولي في إدانة ومواجهة الإرهاب.
وقال إن منظمة التعاون الإسلامي قبلت مقترح تركيا بإقامة مركز تنسيق للشرطة متعدد الجنسيات للدول الإسلامية من أجل محاربة المتطرفين، يكون مقره اسطنبول. وأضاف: "نحن بحاجة لإقامة منظمة لتعزيز التعاون في الحرب ضد الارهاب". وتساءل مستنكرا: "لماذا ننتظر المساعدة من غيرنا على حل مشاكلنا وتخليصنا من الإرهاب؟ علينا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا".
وأضاف محذرا: "عندما نمتنع عن التدخل لحل أزماتنا، يقوم غيرنا بالتدخل نيابة عنا، والآخرون عندما يتدخلون، إنما يتدخلون من أجل النفط وليس من أجل إحلال الرفاهية والسلام بيننا".
سلمان يدعو إلى التكاثف
من جهته دعا العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في كلمته، إلى معالجة قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية.
وقال في هذا الصدد: "نحن مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وإنهاء الأزمة السورية وفق مقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254، ودعم جهود إنهاء الأزمة الليبية".
وفي الشأن اليمني، أعرب العاهل السعودي عن "دعم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة لإنجاح المشاروات (محادثات السلام اليمنية) التي تعقد في الكويت يوم 18 نيسان/أبريل الجاري".
وتطرق إلى جهود مكافحة الإرهاب، وقال إن "واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معا أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب".
واعتبر أن تشكيل "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب"، الذي يتكون من 39 دولة، يأتي في هذا السياق، مشيرا إلى أن هذا التحالف سيقوم "بتنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب من خلال مبادرات فكرية ومالية وعسكرية وإعلامية".
كما شدد الملك سلمان على "وقف التدخل السافر في شؤون الدول الإسلامية"، داعيا إلى وقفة جادة لمنع هذا التدخل، قائلا: "ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية، وإثارة الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، واستخدام ميلشيات مسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا؛ يتطلب وقفة جادة لمنع هذه التدخلات، وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي".
المغرب يحذر من النزعات الانفصالية
حذر العاهل المغربي الملك محمد السادس، من محاولات إعادة رسم ما وصفه بـ"خريطة جديدة" للعالم الإسلامي، داعيا الدول الإسلامية إلى وضع استراتيجيات ملائمة لتجاوز "مرحلة عصيبة" يمر بها العالم الإسلامي.
الملك المغربي قال إن جهات (لم يسمها) تعمل على استغلال "الوضع الهش" في المنطقة؛ لـ"إذكاء النزعات الانفصالية، وإعادة رسم خريطة جديدة للعالم الإسلامي".
وأعرب محمد السادس، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية المغربي، عن قلقه من توسع ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الغرب.
وأشار إلى "تصاعد النعرات الطائفية والانقسامات وتنامي ظاهرة التطرف والإرهاب" في العالم الإسلامي، مشددًا على ضرورة معرفة العوامل المؤدية إلى تنامي واتساع رقعة هذا الوضع، الذي وصفه بـ"الشاذ والمنذر بالعديد من المخاطر".
وختم الملك محمد السادس كلمته بالتأكيد على أن "البلدان الإسلامية تتوفر على مصدر آخر للقوة، يتمثل في الإيمان بعدالة قضيتها الأولى، قضية القدس وفلسطين واتحادها حولها"، داعيا في هذا الإطار إلى "مواصلة التعبئة لنصرة القدس، وإنقاذها من سياسة التهويد الممنهج، ومواكبة أولويات المقدسيين واحتياجاتهم المتجددة".
الكويت: على إيران إزالة مظاهر التوتر
وفي كلمته، دعا أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، إيران إلى العمل على "إزالة مظاهر التوتر، وإقامة علاقات طبيعية ترتكز على المواثيق والقوانين الدولية، وتقوم على مبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 كانون الثاني/يناير الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة "مشهد"، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجا على إعدام المملكة لـ "نمر باقر النمر"، رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مدانا بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية"، في 2 كانون الثاني/يناير الماضي.
وفي أعقاب ذلك، أخذت الأزمة بين البلدين منحى آخر، لتأخذ بعدا إقليميا ودوليا، وأضحى يتسع نطاقها، ولا سيما بعد إعلان تسع دول عربية اتخاذ إجراءات ومواقف دبلوماسية تضامنية مع السعودية.
وحول الأزمة اليمنية، أعرب أمير الكويت، في كلمته أمام القمة الإسلامية، عن أمله في أن "يساهم وقف إطلاق النار الذي بدأ في اليمن قبل أيام قلائل (منتصف ليل الأحد الإثنين الماضي) في خلق أجواء تساعد على إنجاح المفاوضات التي ستستضيفها بلادي الكويت يوم 18 نيسان/أبريل 2016 والوصول إلى حل سلمي ينهي هذه الأزمة".
ودعا في هذا الصدد الأطراف اليمنية إلى "الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية؛ لوضع حد لنزاع دام لسنوات عديدة".
وعن الوضع في سوريا، قال الأمير: "نأمل للجهود السياسية التي تبذل حاليا أن يتحقق لها التوفيق والنجاح في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في عصرنا الحالي، وندعو في هذا الصدد أطراف النزاع إلى عدم تفويت هذه الفرصة وإلى تغليب مصلحة وطنهم وحقن دماء شعبهم".
وتطرق الأمير إلى ظاهرة الإرهاب، قائلا: "معركتنا مع الإرهاب مضنية وطويلة، لكنها صلبة، وإن رفضنا للتطرف والعنف قاطع وأولوية لنا على كل الأولويات".
مصر تدعو لحل سياسي بسوريا
من جهته أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن أمله في أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإقامة دولة فلسطينية، كما جدد تأكيد بلاده على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية.
وبخصوص الأزمة الليبية، دعا شكري مجلس النواب في طبرق، شرقي البلاد، إلى الانعقاد ومنح الثقة لحكومة "الوفاق الوطني" برئاسة فائز السراج.
وفي كلمة نيابة عن المجموعة العربية، قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: "تنعقد هذه القمة، والعديد من دولنا تواجه تحديات خطيرة تتطلب منا مضاعفة الجهود، وتكثيف عملنا المشترك؛ لمواجهتها، وبذل الجهد للاستجابة لتطلعات شعوبنا".
ويناقش القادة ورؤساء الوفود على مدار يومين في القمة، التي تنعقد تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام"، ملفات الإسلاموفوبيا، والوضع الإنساني في العالم الإسلامي، والخطة العشرية الجديدة 2015-2025 لـ"منظمة التعاون الإسلامي".
كما يبحثون قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، وحالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة، ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، ومكافحة الإرهاب والتطرف.