ترى دوائر
إسرائيلية أن أحد أبرز الأسباب التي تفسر عجز تل أبيب عن وقف ظاهرة تعاظم حركة المقاطعة الدولية "BDS" في الولايات المتحدة يكمن في الدور الحاسم الذي يلعبه نجل
جنرال إسرائيلي في التنظير لأفكار الحركة والدعوة لها في أروقة الجامعات ومؤسسات البحث الأمريكية.
وفي تحقيق موسع بثته مساء اليوم الأربعاء، أشارت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة إلى أن كوبي
بيلد نجل الجنرال ماتي بيلد، أحد أبرز قادة الجيش الإسرائيلي خلال حرب الأيام الستة وحفيد شلومو بيليد، الذي يعد من مؤسسي إسرائيل ينتقل في طول الولايات المتحدة وعرضها منظرا لأفكار "BDS"، مشيرة إلى أن خلفيته العائلية تمنح مسوغاته صدقية كبيرة في نظر كثير من الأمريكيين وتجعل من الصعب على ماكينة الدعاية الإسرائيلية والأمريكية تفنيد مواقفه.
ونقل التحقيق التلفزيوني عن محافل إسرائيلية ويهودية أمريكية أنه يستحيل الادعاء أن بيلد "يتحرك ضد إسرائيل لدواع لا سامية".
واعتبرت القناة أن بيلد يقضي وقته متنقلا بين الجامعات لإلقاء المحاضرات التي تدعو لفرض مقاطعة على إسرائيل ومحاكمة قادتها.
وفي مقابلة أجرتها معه القناة في مدينة "كولاردو"، حيث يعيش، قال بيلد إن والده أسهم في تأسيس الجيش الإسرائيلي الذي يعد "أكبر تنظيم إرهابي في تاريخ البشرية".
وأضاف بيلد الذي حرص على الظهور وهو يرتدي الكوفية
الفلسطينية ويزين سيارته بعلم فلسطين: "رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي يجب أن يتم ضبطه ونقله لمحكمة الجنايات الدولية لمحاسبته على جرائمه".
وعندما سأله مراسل القناة عن كيفية التعامل مع والده لو كان حيا، قال بيلد: "يتوجب التعامل معه تماما كما يتم التعامل مع قادة التنظيم الإرهابي الذي يطلق عليه جيش الدفاع الإسرائيلي".
وأوضح بيلد أن إسرائيل قامت على أسس عنصرية و"تمثل أبشع صور الفصل العنصري في تاريخ البشرية".
وكشف بيلد أن السبب الذي دفعه لتبني أفكاره هذه عن إسرائيل تمثل في مقتل بنت أخته في عملية استشهادية نفذها مقاوم فلسطيني في شارع ديزنغوف بتل أبيب مطلع العام 2001، في ذروة انتفاضة الأقصى.
وأضاف: "بعد هذه المأساة أدركت كنه الصراع مع الفلسطينيين، حيث تأكدت أن الذي يقدم على مثل هذا النوع من العمليات إنما يفعل ذلك للمطالبة بحقه المسلوب، لقد أدركت أن الشاب الفلسطيني الذي فجر نفسه، إنما يسهم في نضال وطني ضد احتلال يحرم أبناء شعبه الحق في الحياة الكريمة".
ودافع بيلد عن العمليات التي تنفذها حركة "
حماس"، نافيا أن تكون هذه العمليات ضربا من ضروب الإرهاب.
ونقلت القناة عن محافل في السفارة الإسرائيلية في واشنطن وفي الجالية
اليهودية قولها إن "إسهامات بيلد حاسمة في الدعوة لمقاطعة إسرائيل والتحريض عليها، على اعتبار أن الحجج التي يسوقوها تبدو معقولة ومنطقية".