اتهمت دوار
حزب الله رئيس الوزراء
اللبناني السابق، فؤاد
السنيورة، بالتحريض ضد الحزب في أمريكا، من خلال لقائه بالمسؤولين هناك، متطرقا إلى العقوبات المفروضة عليه، مضيفة أنه "يحاول الترويج لنفسه بأنه شخصية سنية معتدلة ووازنة".
جاء ذلك بحسب صحيفة "الأخبار" التابعة للحزب، التي أوردت السبت، أن السنيورة أسبغ على لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين "طابعا شخصيا يتعلّق بتسويق السنيورة لنفسه وأفكاره"، و"طابعا سياسيا يتعلّق بالعقوبات الأمريكية الأخيرة على حزب الله"، تحت "غطاء أكاديمي".
وقالت الصحيفة إن مصادرها المطلعة التي لم تكشف عن هويتها، أفادت بأن المُعلن عنه هو زيارة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية لإلقاء مُحاضرات في مؤسسة "كارنيغي" وجامعة "تافتس"، على أن تتضمّن لقاءات مع مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخزانة الأمريكية.
لكن الصحيفة ذهبت إلى أن من يقف خلف دعوة السنيورة، وما ينقله المطلعون عن قرب على أجوائه من كلام أسرّ به إلى دائرة ضيقة جدا خلال زيارة الوفد النيابي اللبناني إلى واشنطن الشهر الماضي، سُرعان ما تستدعي الريبة وتعزّزها.
ونقلت عن سياسي بارز لم تسمه أيضا، أن لقاءات رئيس الحكومة السابق مع مسؤولي الخزانة الأمريكية "ستركّز في شكل أساسي على هذه العقوبات، مستذكرا الضغوط التي مارسها السنيورة على نائبي المستقبل محمد قباني وباسم الشاب، اللذين كانا في عداد الوفد النيابي الذي زار واشنطن للبحث في العقوبات الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن المصدر ذاته شارك في بعض لقاءات الوفد النيابي اللبناني، واطلع على مراسلات السنيورة مع قباني والشاب، مضيفا أن رئيس كتلة المستقبل "أبدى أكثر من مرّة امتعاضه من هذه الزيارة".
وقال إنه طلب، صراحة، وأكثر من مرة عدم المدافعة عن حزب الله، وعدم المناورة لرفع العقوبات عنه. وإنه حث النائبين على التّحدث "بصفتهما عضوين في
تيار المستقبل، لا نائبين في المجلس".
ويزيد من منسوب "الريبة"، بحسب الصحيفة، أن دعوة السنيورة من جامعة "تافتس" جاءت من صديقه الباحث اللبناني نديم شحادة، مدير مركز فارس لدراسات شرق المتوسط في الجامعة، المعروف بعدائه لحزب الله ودمشق وطهران.
ولفتت إلى أن توقيت الزيارة يأتي بعد مرور وقت طويل لم يزُر فيه الرئيس السنيورة الولايات المُتحدة، ومع بدء العد العكسي للانتخابات الأمريكية، والتغيير الذي سيطرأ على السياسات الخارجية لإدارتها الجديدة.
وقال المصدر للصحيفة إن "الزيارة لم تحصل بالتنسيق مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. لكن السنيورة رأى فيها فرصة له. وبعدما أقنعه أصدقاؤه بأن الإدارة الأمريكية عادت الى الاهتمام جديا بالملف اللبناني، قرّر إعادة التركيز على خط التواصل مع الأمريكيين في هذه اللحظة الدقيقة، لأسباب عدة".
وذكر أن أهم هذه الأسباب هي "تكوين فكرة عامّة عن نظرة الأمريكيين إلى المنطقة. وثانيا التأكد من وضع الاقتصاد اللبناني، وثالثا، والأهم، وفقا لمصدر الصحيفة "الترويج لنفسه شخصية سنية وازنة في لبنان، ما يُساعده على العودة إلى الحكومة من باب حل معضلة الشغور الرئاسي، دون إغفال احتمال أنه يكيد لحزب الله المكائد من قناة العقوبات.. وهو أمر ليس بجديد عليه"، بحسب ما أوردته "الأخبار".