أعلنت شركة "واتس أب" لخدمة التراسل الفوري، الثلاثاء، أنها بدأت بتشفير جميع اتصالات المستخدمين على مستوى المستخدم النهائي، حال إرسالها، بحيث لا يمكن فك
التشفير إلا من خلال جهاز الشخص المرسل إليه.
وتمنع هذه الخطوة قراءة الرسائل حتى لو تم اعتراضها من جانب طرف ثالث، سواء كان عنصرا إجراميا أم جهات إنفاذ القانون.
وقالت "واتس أب"، التي يصل عدد مستخدمي تطبيقها للمحادثة الفورية إلى مليار شخص، إن عمليات تحويل المحادثات والاتصالات الصوتية سيجري تشفيرها أيضا، مؤكدة أن حماية الاتصالات الخاصة تمثل واحدة من "مبادئها الرئيسة".
وأوضحت "واتس أب"، المملوكة لشركة "فيسبوك" أن "الفكرة بسيطة؛ حينما ترسل رسالة، فإن الشخص الوحيد الذي يمكنه قراءتها هو الشخص أو المجموعة التي ترسل إليها الرسالة، ولا يمكن لأي شخص رؤية محتوى هذه الرسالة، سواء كان من مجرمي الإنترنت أم من القراصنة أم من تابعين لأنظمة حكم قمعية.. ولا حتى نحن".
وجرى إبلاغ مستخدمي أحدث نسخة من تطبيق "واتس أب" بهذا التغيير حينما بدأوا بإرسال رسائل عبر التطبيق يوم الثلاثاء، وتتوافق إعدادات الجهاز مع هذه الخاصية الجديدة بشكل تلقائي.
انتصار كبير
من جانبها، وصفت منظمة العفو الدولية هذه الخطوة بأنها "انتصار كبير" لحرية التعبير، قائلة في بيان لها إن "استخدام واتس أب للمرة الأولى لبروتوكول الإشارات التي تمنح تشفيرا على مستوى المستخدم النهائي لمليار من مستخدميها في أنحاء العالم، يمثل دفعة قوية لقدرة الأشخاص على التعبير عن أنفسهم والاتصال مع غيرهم دون خوف".
وأضافت "العفو الدولية" أن "هذا انتصار كبير للخصوصية وحرية التعبير، خاصة للنشطاء والصحفيين الذين يعتمدون على الاتصالات الفاعلة والجديرة بالثقة للقيام بعملهم دون أن تتعرض حياتهم لمخاطر كبيرة"، بحسب تعبيرها.
ورحب مسؤولون في الأمن الإلكتروني أيضا بقرار "واتس أب"، إذ قال لي مونسون، الباحث الأمني في شركة "كومباري تك" إن "المتصنتين على المكالمات منزعجون، والمواطنون الملتزمون بالقانون يبتهجون للإعلان الأحدث لواتس أب (لتشفير الرسائل) الذي يمثل انتصارا لخصوصية الاتصالات"، مضيفا أنه "من خلال منع الوصول إلى البيانات حتى عن الشركة التي تقف وراء التطبيق، فإن وكالات إنفاذ القانون التي تفتقد للمعلومات على الأرجح هي التي ستشكو من الإرهابيين، بينما ستستمتع الجماهير بالرسائل النصية والصور ومكالمات الفيديو والهاتف المشفرة، وهو الأمر الذي كانوا يطالبون به منذ أن كشف إدوارد سنودن الغطاء عن الرقابة الحكومية".
غضب مقابل
وتوقع مراقبون أن تغضب خطوة تفشير الاتصالات، وكالات إنفاذ القانون، وخاصة وزارة العدل الأمريكية التي عبرت مؤخرا عن قلقها إزاء المعلومات "التي لا يمكن الوصول إليها" في الأجهزة.
ومن بين تطبيقات المراسلة الأخرى التي تشفر رسائلها على مستوى المستخدم النهائي، تطبيق "تليغرام"، الذي يعرف بأنه يستخدم من جانب الأفراد المنتمين لتنظيم الدولة لتبادل المعلومات.
وبدأ تسليط الضوء على قضية التشفير بعدما طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" من شركة "آبل" مساعدته في الدخول إلى بيانات هاتف "آي فون" الذي استخدمه سيد فاروق، منفذ هجوم كاليفورنيا الذي وقع في كانون الأول/ ديسمبر الماضي وأودى بحياة 14 شخصا، إلا أنها رفضت، قبل أن يتمكن "أف بي آي" من فك الشيفرة بنفسه.