طرح قرار إطاحة الرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي، بـ"
خالد بحاح"، من منصبيّ "نائب الرئيس ورئيس الوزراء"، وتعيين الجنرال علي
محسن الأحمر والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، أحمد عبيد بن دغر، بديلين عنه، تساؤلات عدة حول دلالة هذا القرار وفي هذا التوقيت.
ويحظى بحاح بقبول واسع لدى الإماراتيين، ما حدا بالبعض لوصفه بأنه "رجل أبوظبي"، فيما قبل
الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح، بالرجل رئيسا للبلاد بديلا عن الرئيس هادي، في مبادرة طرحت في نيسان/ إبريل من العام 2015. وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".
جرأة وحضور سعودي
عدّ نائب رئيس تحرير صحيفة(14) أكتوبر (حكومية) عبدالرقيب الهدياني، أن قرارات الرئيس هادي الأخيرة "جريئة في وقت غير متوقع". مضيفا أن مشروع السعودية دخل بقوة منفردا دون تشوهات من أي طرف... حتى إن القرارات أعلنت في قناة "العربية الحدث" قبل وكالة سبأ أو نشرة أخبار التلفزيون الرسمي اليمني.
وقال في تعليق نشره على حسابه بموقع "فيسبوك" إن ترفيع علي محسن الأحمر إلى منصب نائب رئيس الجمهورية، يحمل تصعيدا قويا ضد الحوثيين لمنع تكرار ما فعلوه مستقبلا، حسب قوله.
وأوضح الهدياني أن القرارات تشير بوضوح إلى "التقاسم القيادي بين طرفي القوة الفاعلة في اليمن". مؤكدا أنها تسوية تهيئ للتفاوض القادم في الكويت، ووقف إطلاق النار وانتهاء الحرب التي تحدث عنها اليوم مسؤولون رفيعون في الرياض"، وفق تعبيره.
مفخخات وكسر عظم
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة الوسط (أسبوعية)، جمال بن عامر إن إقالة خالد بحاح من منصبه كنائب للرئيس وتعيين علي محسن الأحمر بدلا عنه، يعد أحد مفخخات الوصول إلى مفاوضات الكويت، التي يساور الناس شعورا، وللمرة الأولى، بجدية الأطراف لإحداث تقدم لحل الأزمة اليمنية بطرق سلمية، على حد قوله.
وأضاف في حديث خاص إلى "
عربي21"، أن ما يعزز الفرضية السابقة، هو أن تعيين الأول "الأحمر" هو بمنزلة رسالة لامتداد الحرب على الحوثيين. مؤكدا أنه في حال نجحت المفاوضات المرتقبة، فإن تعيين الثاني "بن دغر" يمثل رسالة كسر عظم لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده علي عبدالله صالح، حسب وصفه.
ولفت عامر إلى أن الرسالتين لا تمثلان دلالة على حسن نية طرف حكومة الخارج ـ حكومة هادي ـ في تشكيل أرضية لخلق استقرار في المستقبل القريب لليمن.
وذكر رئيس تحرير الوسط أن قرار تعيين رئيس للحكومة قد يستتبعه تشكيل حكومي، وهو ما يتناقض تماما، مع الحديث عن شراكة وطنية تنتجها حوارات الكويت، على الرغم من أن نص القرار استبعد أي تشكيل وزاري قادم، بل دعا الى استمرار الوزراء في أعمالهم"، بحسب ما نقل عن ديباجة قرار الرئيس اليمني.
السعودية حاضرة في قرارات هادي
وفي هذا السياق، وصف عضو المنتدى السياسي اليمني للتنمية الديمقراطية، فهد سلطان، قرارات منصور هادي بـ" المهمة والجريئة". مؤكدا أنه يمكن قراءتها في أكثر من سياق، عقب حصولها على تأييد الغالبية، وتحديدا المؤيدين للثورة سابقا وللشرعية والمقاومة الشعبية في الوقت الراهن، بحسب قوله.
وأضاف في حديث خاص إلى "
عربي21" أن التحالف العربي والسعودية، حاضرة بدرجة أساسية في هذه القرارات، كونها "تعكس نفسا واضحا، يفضي إلى سرعة حل أزمة اليمن بصورة نهائية". مشيرا إلى أنها ترافقت مع تصريحات شديدة اللهجة لوزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، بخصوص فرصة الحوار في الكويت بين الحكومة والانقلابيين.
وأبدى سلطان مخاوفه من التفاؤل المفرط، الذي سوف يصطدم بصخرة الرئيس هادي مرة أخرى، والذي تعود على الفعل القوي ورد الفعل المناقض له على الراحة، بحسب وصفه.
وأوضح عضو المنتدى السياسي اليمني، أن السعودية تبدو جادة بالحسم العسكري لمواجهة الحوثيين، الذين يراوغون كثيرا على المسار السياسي، ذلك أنها تعول على الفريق علي محسن، أحد الأشخاص الذين عزلهم هادي سياسيا، وحاول الإطاحة به في أحداث سقوط العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر من عام 2014، وفق تعبيره.
وكان الرئيس هادي، قد علل قرار عزل خالد بحاح، بأنه نتيجة الإخفاق الذي رافق أداء الحكومة التي كان يرأسها، في المجالات الاقتصادية والخدمية والأمنية.