كشف تقرير لقناة "بي بي سي" اللندنية، الأحد، عن عدد كبير من
الوثائق المسربة لأغنياء وذوي النفوذ من رؤساء دول حاليين وسابقين، يستخدمون ملاذات ضريبية لتخبئة ثرواتهم، من بينهم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بالإضافة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأوضح التقرير أن 11 مليون وثيقة سربت من شركة "
موساك فونيسكا" للخدمات القانونية، التي تتخذ من بنما مقرا لها، وتعدّ إحدى أكثر الشركات التي تحيط أعمالها بالسرية، مشيرا إلى أن الشركة ساعدت العملاء على غسيل الأموال وتفادي العقوبات، والتهرب من الضرائب.
وذكر التقرير أن الشركة عملت طيلة 40 عاما دون أن تلام، وأنها لم تواجه أي اتهام بارتكاب مخالفات جنائية.
وأظهرت الوثائق صلات شركة "موساك فونيسكا" مع 72 شخصية من رؤساء الدول الحاليين والسابقين، بينهم حكام مستبدون متهمون بنهب أمول بلادهم، كما شملت البيانات شركات سرية في الخارج مرتبطة بعائلات ومقربين من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ورئيس النظام السوري بشار الأسد.
وكانت "بي بي سي" ضمن 107 مؤسسة إعلامية في 78 دولة عكفت على تحليل الوثائق، غير أنها لم تتعرف على هوية المصدر الذي سرب الوثائق.
وحصلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية على الوثائق، التي تم تداولها مع الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين.
الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة الألمانية "زود دويتشه تسايتونغ" قال عنها مدير الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين، جيرارد رايلي، إنها تغطي "الأعمال اليومية في شركة موساك فونسيكا خلال الأربعين عاما الماضية".
وتابع: "أعتقد أن التسريب قد يصبح أكبر لطمة يتلقاها عالم (الأنشطة) في الخارج بسبب حجم الوثائق".
ولا تنحصر الأسماء الواردة في التسريبات بعالم السياسة، بل تتخطاها إلى عالم الرياضة، وتحديدا الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي لم يستفق بعد من الفضائح المتتالية التي هزت أعلى هرمه في الأشهر الأخيرة.
وفي هذا الإطار، فإن أربعة من الأعضاء الـ16 في الهيئة التنفيذية للفيفا استخدموا، بحسب الوثائق المسربة، شركات "أوفشور" أسسها مكتب "موساك فونسيكا".
ووردت في هذه الوثائق أيضا أسماء حوالي 20 لاعب كرة قدم من الصف الأول بينهم خصوصا لاعبين في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وفي مقدمة هؤلاء اللاعب ليونيل ميسي.
وبحسب "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" فإن النجم الأرجنيتي الحائز مرات عديدة على "كرة الفيفا الذهبية" هو شريك مع والده في ملكية شركة مقرها في بنما، وورد اسم النجم ووالده للمرة الأولى في وثائق مكتب المحاماة في 13 حزيران/ يونيو 2013، أي غداة توجيه الاتهام إليهما بالتهرب الضريبي في إسبانيا.
ومن نجوم عالم الكرة الواردة أسماؤهم في الوثائق، برز أيضا اسم ميشيل بلاتيني، الذي استعان بخدمات مكتب المحاماة في 2007، العام الذي تولى فيه رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لتأسيس شركة في بنما.
وتعليقا على هذه المعلومات، قال بلاتيني في بيان إن المرجع في هذه القضية هو "إدارة الضرائب في سويسرا، بلد إقامته الضريبية منذ 2007".
ولا تنحصر أسماء الرياضيين الواردة في الوثائق على عالم كرة القدم، بل تتعداه إلى رياضات إخرى مثل الهوكي والغولف، بحسب الاتحاد.