في إشارة إلى النفوذ الذي تتمتع به
مليشيات النظام السوري في الساحل، هاجمت مليشيات مركزا أمنيا تابعا لنظام الأسد بالأسلحة المتوسطة والخفيفة في عقر داره في مدينة
اللاذقية الساحلية، بُعيد قيام المركز الأمني باحتجاز سيارة عسكرية تابعة للمليشيا.
وفي التفاصيل، تحدثت مصادر إعلامية غير رسمية، موالية للنظام السوري، عن قيام مجموعات مسلحة من مليشيا "قوات صقور الصحراء" بمهاجمة مركز شرطة اللاذقية يوم الثلاثاء الماضي، بعد احتجاز شرطة المدينة إحدى المركبات التابعة للمليشيا بسبب ارتكابها مخالفة مرورية في المدينة. وأشارت المصادر ذاتها إلى سقوط قتيل من الشرطة وإصابة آخر أثناء قيام عناصر المليشيا باسترجاع السيارة المصادرة.
ومليشيا "صقور الصحراء"، التي يتزعمها محمد جابر، تُعد من أقوى المليشيات الموالية للنظام السوري في عموم البلاد، وهي من المجموعات التي تلقت دعما من
روسيا بالأسلحة المتطورة والمعدات اللوجستية، قبيل دخول القوات الروسية وتمركزها في قاعدة حميميم العسكرية، كما اعتمدت عليها المخابرات الروسية في إنقاذ الطيار الروسي الذي أسقطت تركيا طائرته على الحدود التركية - السورية.
كما تحظى مليشيا "صقور الصحراء" بتسهيلات كبيرة من قبل المخابرات السورية وقيادة النظام، حيث يحمل أفرادها بطاقات مرورية خاصة، تمنع أي قوة أمنية أو عسكرية من إيقافها أو التحقيق معها.
ويرى ناشطون سوريون بأن حادثة مهاجمة المركز الأمني في عقر دار الأسد هي نتيجة للنفوذ الذي تتمتع به هذه المليشيا، حيث اعتبرت المليشيا أن احتجاز إحدى مركباتها يشكل اعتداء عليها بغض النظر عن الجهة الفاعلة، وأن الصلاحيات الممنوحة لها تتيح لها في حال حصول أي تجاوز بحقها؛ معالجته بالطريقة التي تراها مناسبة.
ولم تحظ مداهمة المركز الأمني في اللاذقية بالتغطية الإعلامية، إذ حجبت غالبية الصفحات الموالية الخبر، فيما انهالت عشرات الشتائم من قبل الموالين للمليشيا والنظام السوري؛ على إحدى الصفحات إثر تسريبها للخبر، لتقوم الصفحة بتعديل الخبر وتجعله خبرا مقتضب للغاية.
بدوره قال الناشط الإعلامي كرم العبد الله، لـ"
عربي21": "مليشيا صقور الصحراء تعتبر مشابهة لمليشيات الدفاع الوطني، إلا إنها تحظى بصلاحيات أوسع في كافة المجالات"، مشيرا إلى أن مؤسسي المليشيا هما محمد وأيمن جابر، وأنها تقوم بصنع البراميل المتفجرة التي تلقيها الطائرات المروحية على المدن السورية المناوئة للنظام السوري، والتي خلفت آلاف الضحايا من المدنيين.
واستطرد بالقول: "عناصر المليشيا يحظون بدعم لا محدود من قبل النظام السوري، ولا يستطيع أي حاجز أو جهة أمنية تابعة للأسد إيقافهم أو توجيه السؤال لهم، كما يحظى المنتسبون إليها برواتب أعلى من راتب الموظف الحكومي، وأعلى من أي مرتب تتقاضاه أي مليشيا تقاتل بجانب النظام السوري".
قوات صقور الصحراء والقوات الروسية
وكان وفد عسكري تابع للقوات الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم العسكرية في الساحل؛ قد قام سابقا بتكريم محمد جابر، بعد نجاح فريق المهام الخاصة التابع له بإنقاذ الطيار الروسي.
كما قامت القوات الروسية بتقديم أسلحة ومدرعات بالغة التطور للمليشيا مع بدء معركة الساحل، والتي نجحت فيها المليشيا بدعم جوي روسي باستعادة السيطرة على العديد من المواقع الهامة من يد المعارضة السورية، فيما زودتها قوات النظام السورية بدبابات متطورة، دبابة "تي72"، والجيل المتطور من عربات نقل الجند.
واعتمدت القوات الروسية والنظام السوري على مجموعاتها القتالية خلال معركة تدمر الأخيرة ضد تنظيم الدولة، حيث قامت الطائرات الحربية بإسناد جوي كامل لها خلال تقدمها، فيما اعترفت المليشيا بمصرع عدد من أفرادها مع العناصر الروس الذي قتلهم تنظيم الدولة على تخوم تدمر.
وترتدي المجموعات المقاتلة ضمن صفوف المليشيا، المكونة والمتحدرة من الطائفة العلوية، زيا عسكريا مميزا وخاصا بها، لا تملكه قوات النظام السوري، ولا أي مليشيا أخرى، كما يرتدي عناصرها دروعا واقية للصدر والأطراف، وأحذية عسكرية ذات جودة كبيرة، إضافة إلى امتلاك كل مجموعة قتالية فيها عددا من المناظير الليلية وأسلحة قناصة متطورة.