طالبت سيدة كردية من مدينة الحسكة السورية الاتحاد الأوروبي بإعادتها إلى
سوريا ودفع كافة تكاليف محاولاتها
اللجوء لأوروبا بعد ما قالت إن ممارسات أوروبية تجري لتقطيع شمل العائلات المهاجرة عن بعضها البعض.
وقالت السيدة، التي وصلت إلى إيدوميني في اليونان ولم تكشف عن اسمها، في رسالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" إنها هربت من المعارك الدائرة بين
تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني "بي كاكا" والذي قام بفرض التجنيد على سكان الحسكة لمواجهة تنظيم الدولة وبدأ بسوق الشباب والفتيات من كل بيت إلى التدريب العسكري للانخراط في القتال.
وقالت: "هربنا من الحرب والآن يشن الاتحاد الأوروبي حربا علينا، حرب نفسية، فعندما نسمع إشاعات بأنه سيُسمح لنا بدخول أوروبا نفرح. ولكن بعد أن يعطينا هؤلاء القادة أملا جديدا يقتلونه"، متسائلة: "لماذا فتحتم الباب أمام اللاجئين، لماذا رحبتم بالناس؟".
وأضافت: "لو كانوا أوقفوا
الهجرة لما أتينا ولما خاطرنا بالموت أنا وأطفالي والآلاف غيرنا من أجل العبور إلى اليونان ومنها إلى أوروبا".
وتروي السيدة كيف قررت الهجرة إلى أوروبا عبر تركيا، وقالت إن سائر أفراد عائلتها الآن في ألمانيا، لذلك قررت الذهاب إلى هناك وقضت شهرين في منطقة حدودية قبل الهرب من الحسكة إلى تركيا.
وأوضحت: "في موقع عمل زوجي وجدنا مُهرّبا عبر "فيسبوك" بيننا صلة قرابة عن طريق الزواج، يسّر سفرنا بالطائرة إلى إزمير، وبعد يومين كنا واقفين في الظلام مع 35 شخصا آخرين في مكان ما على السواحل التركية".
ولفتت إلى أنها وعائلتها كانوا آخر المتبقين على الشاطئ وتقول: "ابنتي وزوجها وطفلهما.. ابنتي بالبكاء قالت إنها لا تريد أن تذهب، وإنها إن ماتت، فالذنب سيكون في رقبتي. لم أعرف ماذا أفعل. بعد ذلك، وأشبه ما يكون بالحلم، قدم شاب وحملها هي وطفلها ووضعهما في القارب. لم يبق أحد غيري على الشاطئ. ركضتُ إلى القارب ونصف جسدي تحت الماء. رفعني المهربون من أسفل وسحبني ابن أخي من فوق".
وقالت بصدمة: "بعد وصولنا إلى إيدوميني والناس يعبرون الحدود المقدونية ظننّا أننا وصلنا. واعتقدنا أن الجزء الأصعب كان عبور البحر".
ووجهت السيدة في رسالتها الحديث للقادة الأوروبين وقالت: "أريد من جميع القادة في أوروبا أن يسمعوني إذا كان أي منهم يوافق على الانفصال عن ابنه أو أخيه أو أخته أو أبناء وبنات أعمامه وأخواله، فسأفعل الشيء ذاته".
وأوضحت أن لديها ستة إخوة وأخوات في ألمانيا والاتحاد الأوروبي "يريد أن يبقينا منفصلين بين البلدان ومن يضمن لنا إن سجلنا في برنامج التوطين الأوروبي ومنحنا جنسية البلد الذي سنفرز إليه أن لا تتغير القوانين الأوروبية ويسمح لنا بالسفر إلى ألمانيا لرؤية إخوتنا".