قال مأمون عبد الكريم، مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا، إن المعابد الرومانية القديمة والمداخل الأثرية التي نسفها مسلحو
تنظيم الدولة العام الماضي في
تدمر ستعود إلى ما كانت عليه فور استعادة القوات السورية للمدينة من التنظيم المتشدد.
وأضاف عبد الكريم في تصريح، السبت، أنه يأمل في استعادة تدمر خلال أيام بعد دخول القوات الحكومية الأجزاء الغربية والشمالية منها، ووعد بإحياء آثار الحقبة الرومانية لتكون "رسالة ضد الإرهاب".
ونسف مسلحو تنظيم الدولة معبد بعل شمين ومعبد بل، إضافة إلى الأبراج الجنائزية، وقوس النصر التي صمدت لنحو 1800 عام في المدينة التي وصفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (
اليونسكو) بأنها ملتقى للثقافات منذ فجر الإنسانية.
ونددت الأمم المتحدة بأفعال التنظيم المتشدد من تدمير للإرث الثقافي في سوريا والعراق والتي وثقها التنظيم وأذاعها بالدقة نفسها التي اتبعها مع أعمال القتل وقطع الرؤوس وإغراق وحرق الأسرى. ووصفت الأمم المتحدة هذه الأفعال بأنها جرائم حرب.
وعلى الرغم من هذه الأضرار، قال عبد الكريم إن لقطات مصورة شاهدها من تدمر في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك بعض الصور التي التقطت باستخدام طائرة دون طيار حلقت فوق المدينة، كانت مطمئنة.
وتابع المسؤول السوري أن الكثير من المباني مازالت قائمة بما في ذلك الجدران المحيطة بمعبد بل، والمسرح الروماني، وساحة الأعمدة، والمصلبة (التترابيل) وهي عبارة عن قاعدة تنتصب عليها مجموعة من أربعة أعمدة في كل ركن.
لكن عبد الكريم قال إنه سيكون من المستحيل تقييم الحجم الحقيقي للأضرار قبل أن يتمكن فريق من زيارة المدينة التي يسيطر عليه التنظيم منذ أيار/ مايو العام الماضي.
وقال المسؤول السوري إن المخاوف مازالت قائمة بشأن ما حدث هناك وخاصة في المعبدين وقوس النصر والأبراج الجنائزية. أما السؤال الذي لا يمكن الإجابة عنه حتى الآن فيتعلق بحجم عمليات التنقيب السرية التي قد تكون جرت هناك.
وقال معارضو تنظيم الدولة إنه إضافة لتدمير المواقع الأثرية التي حظيت بعمليات نشر على نطاق واسع، كان التنظيم ضالعا في تهريب الآثار للحصول على الأموال.
وقال عبد الكريم إن سوريا ستتمكن من استعادة أي آثار منهوبة إذا عرضت للبيع لأنه من السهل التعرف عليها. ووعد أيضا بإعادة المواقع المتضررة إلى سابق عهدها بقدر الإمكان.
ومضى يقول إن سوريا ستعيد بناء هذه المواقع بما تبقى من أحجار وأعمدة، وأن الدولة ستعيد الحياة إلى تدمر.