أكثر الأحاديث تتركز هذه الأيام على التفاؤل بنهاية سعيدة لعمليات عاصفة الحزم، وسيطرة فعلية لإعادة الأمل للجار العزيز اليمن السعيد. لقد قامت المملكة وحلفاؤها بمجهود رائع وخدمة تاريخية للشعب اليمني الشقيق بإبعاد شبح الحرب الأهلية والدمار عن مستقبل البلاد.
يكفي أن نشاهد ما يجري في الدول المجاورة التي وصلها المد الإيراني لنعلم المستقبل الذي كان ينتظر اليمن وشعبه. لكن الله قيض لهذه الدولة جيرانا لهم من الحكمة والوفاء كم غير قليل، سيظهر أثره في قادم الأيام مع عودة الهدوء والتعاون والبناء في اليمن.
ستكون إعادة الأمل أكبر عملية بناء للإنسان والمكان في المنطقة, وستساهم جميع دول التحالف في عملية عون اليمن وضمان المستقبل الآمن والرغد للشعب اليمني. أهم العناصر التي نحتاج إليها هو التعاون من الشعب اليمني وعدم الوقوع ضحايا للدعايات المغرضة التي تستمر محاولاتها في تقويض النجاحات والبحث عن الخراب.
تنتشر هنا وهناك جماعات القتل والتخريب التي تحاول أن يستمر الخوف داخل اليمن. تعمل هذه الجماعات لتنفيذ أجندات أجنبية تحمل هوية معينة نعرفها جميعا حتى وإن تلبست بأشكال وتبنت مسميات مختلفة، فتحقيقات 11 أيلول (سبتمبر)، وما وصلت إليه في الأيام الماضية، تقول إن الإرهاب ملة واحدة مهما حاول ممارسوه أن يلبسوا علينا ويغيروا مفاهيمنا ورؤانا.
مع انتشار الأمل في الأجواء يرتفع سعر برميل النفط في الـ40 ويتوقع الكثير من المصادر أن يغازل الـ50 دولارا قريبا، وهذا من الأمور المهمة للمجهود المستمر في محاولة إطفاء الفتن في المنطقة. كما أنه يدعم خطط الدول الخليجية في دعم اقتصاد مستقل يعتمد على البدائل المستدامة.
يبقى أن نراقب الحال ونعمل على دعم توجه البترول نحو هذه النقطة المهمة، على أن التوازن في السوق محكوم بمعطيات كثيرة، لكننا تجاوزنا أغلب المسببات التي يمكن أن تعيدنا للخلف خصوصا أن الكثير من المنصات العاملة في أمريكا خرجت من الإنتاج، وأن النفط الصخري ليس في حال يسمح بأن يكون مصدرا اقتصاديا للطاقة في هذا المستوى السعري.
السؤال الذي يستمر في شغل المتابعين والمنتظرين لهذه الانفراجة هو: هل تستمر عملية الصعود هذه أم أن مصدري النفط سيقعون ضحايا للارتفاع المؤقت، ويندفعون نحو زيادة الإنتاج دون تنسيق يحمي مصالح دولهم؟
عن صحيفة الاقتصادية السعودية