في وقت تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية في جنيف السويسرية لحل الأزمة السورية وإنهاء الحرب، تمتلئ شوارع المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، ومنها
حماة، بالدعوات لانتخاب أعضاء
مجلس الشعب التابع للنظام.
"إنت فين والحب فين"، هكذا قال أبو أحمد، صاحب أحد المحلات في مدينة حماة السورية، معبرا بسخرية عما يراه كثيرون انفصالا للنظام عن هموم الشعب، وعما يعانيه من أزمات في ظل الحرب.
ويقول أبو أحمد لـ"عربي21": "أي
انتخابات يتحدثون عنها في هذه الأوضاع، فالشعب السوري إما مهجر من بيته، أو معتقل، أو مشرد، وما تبقى منه يعمل طول يومه ليحصل على راتب لا يكاد يكفيه ليحصل على لقمة عيشه".
ويضيف أبو أحمد: "لم نعرف الديمقراطية يوما، فحتى قبل الحرب لم نكن نهتم بمثل هذه الأمور؛ لعلمنا بعدم جدواها، فكيف نهتم لها اليوم والأزمات تحاصرنا؟".
ولا تقتصر الحملات الإعلانية على اللوحات الإعلانية في الطرقات ونصب الخيم في الشوارع للدعوة للمشاركة في الانتخابات، بل تمتلئ قنوات إعلام النظام بحملات الترويج لهذه الانتخابات، عبر إطلاق تعبيرات مثل "الحدث الديمقراطي الذي يعد استكمالا لمسيرة صمود السوريين في وجه المؤامرة الإرهابية التي تشنها كل دول العالم عليه".
وكانت القناة الفضائية السورية الرسمية قد تحدثت عن تقدم ما يزيد عن 11 ألف شخص للترشح للانتخابات.
بل إن الفضائية السورية تحدثت عن 300 طلب من المحافظات الخارجة عن سيطرة النظام، كدير الزور والرقة وإدلب، وهو الأمر الذي واجه سخرية من قبل بعض من تحدثوا لـ"عربي21".
ويقول يزن، الطالب الجامعي في كلية الآداب بحماة: "نحن نعلم أن كل أسماء الذين سينجحون في الانتخابات معدة مسبقا من الحكومة، لكنهم يروّجون للأمر بشكل رسمي، ويضعون له عناوين عريضة، كالديمقراطية والتقدم والصمود، وهو ما اعتدنا عليه منهم دائما"، بحسب قوله.
ووصف يزن ما يجري بأنه "ضحك على المواطن"؛ حيث يعمل النظام السوري على "حشو" رأس المواطن بالشعارات، بينما تلهيه بلقمة عيشه وهمومه البسيطة، وهو ما يؤدي مع الوقت إلى تفريغ هذه القيم من معانيها، فيعتاد الناس مع الوقت على هذه الأوضاع تحت ضغط القمع، ويركنون إلى الصمت، كما يرى يزن.
من جانبها، دعت هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني الديمقراطي، المعارضة والمشاركة في مفاوضات
جنيف3، إلى مقاطعة الانتخابات التي اعتبرتها "مصادرة للجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الحل السياسي التفاوضي في مؤتمر جنيف"، وذلك في بيان نشرته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
ولم تقتصر ردود الفعل المستهجنة على السوريين، بل لاقت رفضا دوليا، حيث وصفها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأنها "استفزازية" و"غير واقعية".