غزل بين السيسي والكنيسة برغم أزمة الدير المنحوت (فيديو)
القاهرة - عربي21 - حسن شراقي22-Mar-1612:08 AM
1
شارك
تواضروس قال في لقاء تلفزيوني إن سكان الدير ليسوا رهبانا - ارشيفية - ا ف ب
ساد نوع من الغزل بين رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي والكنيسة في مصر، على وقع "أزمة الدير المنحوت"، التي تصاعدت بإلقاء القبض على راهب، بتهمة حرق "لودر" تابع للشركة المنفذة لشق طريق مكان الدير في الفيوم، ويرفض الرهبان السماح بذلك، وهدد بعضهم بتدويل القضية، في وقت اكتفى فيه نظام السيسي بمواجهة موقف الرهبان باللجوء للقضاء.
في البداية، زاد رئيس المجلس الثقافي بالكنيسة الإنجيلية، الأنبا أرميا، في بحر الغزل الكنسي في السيسي، المزيد.
فقال -في احتفال بيت العائلة المصرية بمناسبة عيد الأم وتكريم الأم المثالية، بمعهد الموسيقى العربية، الاثنين- إن الأم المصرية بفضلها اختارت لنا الزعيم المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي المقابل، أصدر السيسي قرارا بإنشاء كنيسة جديدة بمدينة الإسماعيلية الجديدة.
وقال رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اللواء كامل الوزير -في زيارته لمدينة الإسماعيلية الجديدة، الاثنين- إنه جار العمل في الكنيسة التي تم التكليف ببنائها.
ويأتي هذا الغزل المتبادل بين السيسي وقادة الكنيسة المصرية على الرغم من تصاعد أزمة "الدير المنحوت" في الفيوم.
فقد جددت نيابة إبشواي حبس ماهر عزيز حنا، الراهب المشلوح الذي كان يسمى "بولس الرياني"، 15 يوما على ذمة التحقيق في الاتهامات الموجهة له بمقاومة السلطات، وحرق "لودر" مملوك لشركة "المقاولون العرب".
كما طلبت النيابة ضبط وإحضار 12 آخرين؛ لاتهامهم بإشعال النيران في "اللودر"، لدى تنفيذ الشركة طريق الفيوم الواحات، لاتهامهم بإعاقة تنفيذ مشروع الطريق الدولي، واستيلائهم على آلاف الأفدنة دون حق.
من جهته، هدد الراهب بدير الأنبا مكاريوس بالفيوم، أثناسيوس الرياني، بتدويل قضية الدير أو اللجوء الديني لأي دولة أجنبية، وقال -في تصريحات نقلتها صحيفة "الشروق" الاثنين-: "إجراءاتنا الآن قد تصل -لو الأمور تصاعدت- للمطالبة بلجوء ديني لأي دولة أجنبية، وقبلها سنطالب بوجود لجنة دولية للتحكيم في الطريق والمشروع، ولدينا ثلاث طرق بديلة لحل الأزمة، لم يذكرها"، وفق الصحيفة.
كما أصدرت حركة "شباب الأقباط الأرثوذكس"، بقيادة نادر صبحي سليمان، بيانا يناشد السيسي التدخل للإفراج عن الراهب الرياني، استنادا إلى أنه كبير السن، ومتأخر في العمر.
كما عبر أقباط عن غضبهم، متسائلين: "كيف حصل دير القديس الأنبا مكاريوس الإسكندري الشهير بدير الريان بالفيوم، على موافقة الدولة المصرية لبناء سوره في عهد الإخوان، والرئيس محمد مرسي، بينما تم خطف وسجن الراهب بولس الرياني وإرهاب الرهبان، بكل الوسائل الممكنة لشق الدير، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي؟".
وحذر مؤسس مجلس الأراخنة والحكماء، عضو المبادرة الأممية الأديان المتحدة من أجل العدل والسلام بالمنيا، الدكتور مينا ثابت، السيسي بأنه سيفقد شعبيته المتبقية وسط الأقباط الذين ساندوه بكل قوة في 30 يونيو، وما تلاها، إن استمر مسلسل التلاعب بالملف القبطي للتغطية على اتساع رقعة الفساد، وتدهور الاقتصاد، على حد قوله.
وكان مسؤولو شركة "المقاولون العرب"، المعنية بتنفيذ طريق الواحات – الفيوم، اتهموا رهبان "الدير المنحوت" بإشعال النار في "لودر" تابع للشركة، وحرروا محضرا بقسم شرطة مركز يوسف الصديق بالفيوم بالواقعة.
وأكد مسؤولو الشركة -عبر المحضر- أن "بولس" أحد رهبان "الدير المنحوت" المعترضين على مرور طريق الفيوم - الواحات أشعل النار في "لودر الشركة"، عقب تنفيذ حملة بقيادة المحافظ، وإزالة جزء من سور الدير؛ لتسيير الطريق المقرر امتداده إلى الواحات.
وكان البابا تواضروس قال -في لقاء تلفزيوني، الأحد- إن "سكان الدير ليسوا رهبانا، والمكان ليس ديرا، وهم استولوا على أرض ليست ملكهم، وخالفوا حياة الرهبنة".
ونقلت تقارير إعلامية عنه قوله أيضا في مؤتمر المغتربين بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون إن المساحة التي وضع الرهبان أيديهم عليها 13 ألف فدان، ومساحة دير السريان الأثري فدان وربع الفدان فقط، وكذلك الأنبا بيشوى، وهم يدعون أن هذا دير، وهو ليس ديرا، وليس تابعا للكنيسة".
وأضاف: "عندما استدعي المسؤول، وهو راهب له أكثر من 40 سنة في الرهبنة، وأقول له: "اجعل المكان يعيش في سلام"، يرد عليَّ أعجب رد: "أنا لا أسمع غير كلام المسيح"، وبذلك فهم خرجوا عن نطاق الكنيسة ونطاق الدولة، وفي هذه الحالة يبقى الدولة تتصرف معهم"، على حد قوله.
وكانت لجنة الأديرة بالمجمع المقدس في الكنيسة اجتمعت برئاسة البابا تواضروس؛ لبحث الأزمة في الفيوم، بعد رفض الرهبان الاتفاق الأخير الذي رعاه الأنبا أرميا، الأسقف العام للكنيسة، إبراهيم محلب، مساعد السيسي للمشروعات القومية.