التقى الرئيس الأمريكي باراك
أوباما بموظفي السفارة الأمريكية في العاصمة الكوبية هافانا، كما قام بجولة سيرا على الأقدام في مدينة هافانا القديمة في أعقاب وصوله يوم الأحد إلى
كوبا في مستهل زيارة تستمر ثلاثة أيام، تضع حدا لعقود من العداء بين البلدين.
وهبطت الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" على مدرج المطار مساء الأحد، وقبل خروجه من الطائرة بعث أوباما برسالة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وكتب أوباما على تويتر "كيو بولا كوبا؟" (ما الذي يجري، يا كوبا؟). وتابع "هبطت للتو هنا، أتطلع إلى لقاء وسماع الشعب الكوبي مباشرة".
وانتقل أوباما والسيدة الأولى للولايات المتحدة ميشيل أوباما وابنتيهما ساشا وميلا وأم زوجته ماريان روبينسون من المطار إلى المدينة، حيث ألقى خطبة أمام موظفي السفارة.
وقال أوباما "أن يكون لدينا سفارة للولايات المتحدة، يعني أننا قادرون بصورة أكثر فعالية على تعزيز قيمنا ومصالحنا، وأن نفهم بصورة أكثر فعالية" مخاوف الشعب الكوبي، مضيفا أن هذه الزيارة "مجرد خطوة أولى" في علاقة جديدة مع كوبا.
وبسبب الطقس الممطر ألقى أوباما كلمته أمام الدبلوماسيين الأمريكيين في فندق ميليا هافانا، بدلا من مقر السفارة.
وكان الرئيس كالفين كوليدج الرئيس الأمريكي الوحيد الذي زار كوبا في أثناء توليه الرئاسة في عام 1928 وسافر إليها على متن سفينة حربية.
وقال الرئيس الأمريكي: "هذه زيارة تاريخية وفرصة تاريخية.. في عام 1928، جاء الرئيس كوليدج على متن سفينة حربية، واستغرق منه الأمر ثلاثة أيام للوصول إلى هنا. واستغرق مني الأمر ثلاث ساعات فقط ".
وكان أوباما أوضح في بيان له الأسبوع الفائت، أن زيارته لكوبا ستساهم في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية معها، مضيفا "أنتظر بفارغ الصبر، أن أكون الرئيس الأمريكي الأول الذي يزور كوبا بعد قرابة 90 عاما، دون أن ترافقني سفينة حربية".
وبدأ العداء المستمر بين الجارتين أمريكا وكوبا منذ عقود يتبدد، بعدما اتفق أوباما والرئيس الكوبي راؤول
كاسترو، في كانون أول/ديسمبر عام 2014 على إنهاء حالة الجمود في العلاقات، التي يعود تاريخها إلى فجر الحرب الباردة.
وأعيدت العلاقات الدبلوماسية في تموز/يوليو الماضي، وبدأت العوائق الأخرى أمام التعاون تتراجع.
وكانت الإدارة الأمريكية اتخذت قرار تطبيع العلاقات وتحسينها مع كوبا، في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2014، وبدأت إثر ذلك تخفيف العقوبات المفروضة على هافانا.
وخففت الأسبوع الماضي بعض القيود المفروضة على السفر إلى كوبا، بما في ذلك السماح للمواطنين الأمريكيين بزيارة كوبا كما خففت القيود على الخدمات المصرفية.
وأعيد تشغيل الخدمة البريدية المباشرة مؤخرا، مما يلغي الحاجة لإرسال الرسائل والطرود عبر دول ثالثة.
كما قامت
الولايات المتحدة برفع اسم كوبا، من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، وتخفيف العقوبات المفروضة عليها في مجالات الملاحة الجوية المدنية، والبحرية، والبنوك، والتجارة.
لا لقاء مع فيديل
وستبلغ زيارة الرئيس الأمريكي ذروتها عندما يلقي الثلاثاء في مسرح هافانا الكبير خطابا ينقله التلفزيون الكوبي.
ولاحظ ريتشارد فينبيرغ من معهد بروكينغز بواشنطن، أن "فكرة (أوباما) تتمثل في العمل على انتقال تدريجي وتشجيع هبوط مرن لكوبا، مع تفادي حدوث عنف أو أزمة هجرة كبيرة".
وأضاف: "إنها استراتيجية بعيدة الامد، إنه ينظر إلى ما بعد القادة الحاليين"، في إشارة إلى رحيل راوول كاسترو (84 عاما)، الذي يفترض أن ينهي مهامه في 2018.
وبحسب البيت الأبيض، فإنه ليس من المقرر أن يلتقي أوباما الرئيس الكوبي السابق الزعيم فيديل كاسترو (89 عاما).
وعلى الرغم من أجواء الحماس المرافقة لهذه الزيارة التي لم تكن واردة من قبل، فإن الحظر الذي يؤثر على نمو كوبا منذ 1962 يبقى قائما، وقد يتأخر تحول التغيرات التي تأمل فيها واشنطن إلى واقع ملموس.
وقبل الزيارة ذكر وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في خطاب اتسم بالحزم، الخميس، بأن هافانا ليست على استعداد لطرح مواضيع وثيقة الصلة بسيادتها. وقال: "لا يستطيع أحد الادعاء بأن على كوبا التخلي عن واحد من مبادئها... لإحراز تقدم في اتجاه التطبيع".