قال وزير الخارجية الأمريكي،
جون كيري، يوم الخميس، إن
تنظيم الدولة ارتكب
إبادة جماعية ضد أقليات مثل المسيحيين واليزيديين وكذلك المسلمين
الشيعة في نتيجة لن تغير على الأرجح من السياسة الأمريكية تجاه التنظيم.
وأضاف كيري: "الحقيقة هي أن داعش تقتل المسيحيين لأنهم مسيحيون واليزيديين لأنهم يزيديون والشيعة لأنهم شيعة"، واتهم التنظيم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وبالتطهير العرقي.
ورغم أن اتهام التنظيم بارتكاب إبادة جماعية قد يعزز الموقف الأمريكي في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضده، لكن ذلك لا يمثل إلزاما قانونيا على الولايات المتحدة لفعل المزيد.
وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، يوم الأربعاء: "الاعتراف بوقوع إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية في دولة أخرى لا يترتب عليه بالضرورة أي التزام قانوني محدد على الولايات المتحدة".
واستولى مسلحو تنظيم الدولة على مناطق واسعة من العراق وسوريا في الأعوام القليلة الماضية بهدف تأسيس خلافة في قلب العالم العربي.
وتصور مقاطع الفيديو التي ينشرها التنظيم عمليات القتل الوحشي ضد من يقف في طريقه. ومن هذه العمليات قطع رؤوس المعارضين وقتلهم بالرصاص وتفجيرهم وإغراقهم في أقفاص يتم إنزالها في أحواض سباحة مع تثبيت كاميرات تحت الماء لتصوير معاناتهم.
وأمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن ضربات جوية ضد التنظيم لكنه لم يعلن أي التزامات بإرسال قوات برية أمريكية ضخمة.
وقال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "يمكن أن يقوي ذلك من حجتنا لدعوة المزيد من الدول للمساعدة، ويمكن أن يحررنا أمام بعض القيود (القانونية) لكن الواقع هو أنك عندما تحارب أحدا لا تحتاج لسبب آخر لمحاربته".
إجراء وقائي
وقال كيري إن الولايات المتحدة فعلت الكثير لمحاربة التنظيم منذ بدء الضربات الجوية في 2014، لكنه لم يجب بشكل مباشر على سؤال عن سبب عدم قيام إدارة أوباما بمزيد من الجهد لمنع الإبادة الجماعية.
كان المؤرخون قد سألوا أيضا السؤال ذاته عن دارفور ورواندا، حيث خلصت الولايات المتحدة أيضا إلى ارتكاب إبادة جماعية هناك.
واستغل مسلحو تنظيم الدولة الحرب الأهلية الدائرة في
سوريا منذ خمس سنوات للسيطرة على مساحة من أراضيها، كما سيطروا على مساحات من أراضي في العراق المجاور، رغم أن مسؤولين أمريكيين يقولون إن ضرباتهم الجوية قللت بشكل ملحوظ من مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في الدولتين.
واستؤنفت محادثات السلام غير المباشرة هذا الأسبوع في جنيف في مساع لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا التي أدت إلى مقتل 250 ألف شخص على الأقل وتشريد الملايين. ونجح اتفاق "لوقف الأعمال القتالية" في الحد من أعمال العنف على مدى الأسبوعين الماضيين، لكنه لم يوقف القتال بالكامل.
وحث مشرعون أمريكيون كيري العام الماضي على تحديد ما إذا كانت الفظائع التي ارتكبها التنظيم المتشدد ضد المسيحيين ومجموعات دينية أخرى ترقى لوصفها بأنها إبادة جماعية.
وكان الجمهوريون الذين يسيطرون على الكونغرس الأمريكي يضغطون على إدارة أوباما المنتمية للحزب الديمقراطي لوصف الفظائع التي ارتكبها التنظيم في العراق وسوريا بأنها إبادة جماعية. ووافق مجلس النواب هذا الأسبوع على قرار يصف العنف الذي ارتكبه التنظيم ضد الأقليات الدينية والعرقية بأنه إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ولم تطلق الإدارة الأمريكية على أي وقائع وصف الإبادة الجماعية منذ 2004 عندما قررت أن إبادة جماعية وقعت في دارفور وأن حكومة السودان مسؤولة عنها.
وردا على سؤال عما إذا كان وصف الإبادة الجماعية سيعزز وجهة نظر البعض القائلة بأن الغرب يخوض معركة ضد الإسلام، قال مسؤول أمريكي بارز إن إفادة كيري تضمنت المسلمين الشيعة كما تضمنت المسيحيين واليزيديين.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "مجموعة كبيرة جدا من المسلمين مشمولة في هذا التصريح... الوزير لا يشير فقط إلى جماعة واحدة تحظى بتأييد سياسي في الولايات المتحدة"، في إشارة للمسيحيين.