قال الخبير العسكري السعودي علي
التواتي، الأربعاء، إن "من أبرز أسباب
الانسحاب الروسي المفاجئ هو تنبه موسكو بوجود فخ أمريكي يتم نصب شراكه بهدوء على حدودها الجنوبية".
واعتبر التواتي، أنه بينما كان يتم إغراق
روسيا في المستنقع السوري، بدأت بارجات وأساطيل حلف شمال الأطلسي، بإعادة نشر قوات إستراتيجية في البحر الأدرياتيكي، بحجة مكافحة الهجرة غير الشرعية، فيما كان الهدف غير المعلن، هو حصار روسيا بهدوء عبر تعزيز قوات الناتو شرقي أوروبا".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن الاثنين الماضي وبشكل مفاجئ، سحب القوات الرئيسية الروسية من سوريا، مشيرا إلى أن التدخل الروسي في سوريا "حقق أهدافه".
كما أوضح التواتي وهو عميد ركن متقاعد، "أن ما يشاع حول وجود اتفاق روسي أمريكي للانسحاب أقاويل غير صحيحة، والقرار روسي خاص، وجاء بعد شعور موسكو بأنها غاصت في حرب لا نهاية لها مقابل اقتصاد داخلي يتهالك، فضلا عن تنبهها بأن هناك ثمة فخ ينصب لها من قبل
واشنطن".
وأضاف: "حتى عندما أبدت موسكو تعاونا مع واشنطن لتحرير الرقة السورية، لم تبد الأخيرة أي حماس، مما أكد شكوك روسيا بأنه يراد لها البقاء أطول فترة في هذه الحرب".
وذكر الخبير السعودي، أيضا أسبابا أخرى للانسحاب الروسي المفاجئ، من أبرزها "أن موسكو أرادت ألا تتمادى أكثر في فقدانها للعالم الإسلامي، لا سيما أنها تقع بمحاذاة خمس جمهوريات سوفيتية سابقة، وهي جميعها دول مسلمة سنية ولديها مصالح حيوية مع روسيا، وهي دول تدين بالولاء التاريخي والعرقي لتركيا".
وأشار التواتي إلى أن "موسكو لا تريد أن تفقد تركيا إستراتيجيا، حيث رأت أنها أضرت بعلاقتها مع أنقرة بما يكفي، وبالتالي غيرت حساباتها الإستراتيجية، وارتأت أنها غير مستعدة في ظل ظروفها الحالية، لأن تفقد العالم السني سواء في تركيا أو في العالم العربي والإسلامي، من أجل نظام طائفي".
وحول مدى تحقيق التدخل العسكري الروسي أهدافه، قال التواتي: "إن روسيا تعتبر ميناء طرطوس والقاعدة البحرية الروسية، لا سيما بعد أن تمكنت من ضم القرم، منفذها الوحيد للمياه الحارة، ولم تكن تريد لأحد أن يجلس على كرسي الرئاسة في دمشق، ما لم يوقع أولا على بقاء هذه القاعدة البحرية".
ونوه التواتي أن "روسيا ليست موجودة من أجل بشار الأسد، بل من أجل مصلحتها الإستراتيجية، وتريد أيضا أن تكون سوريا متماسكة وليست مقسمة، حتى تسدد الأخيرة الديون التي عليها، وهذه المطالب، ضمنتها لهم المعارضة السورية، وأكدت على احترامها، وبالتالي لا يوجد هناك مبرر لتواجد عسكري روسي، ولم يتبق أمام موسكو إلا أن تكسب الأغلبية السورية، وتكسب العالم الإسلامي".