أعلنت الأمم المتحدة في
جنيف، الثلاثاء، أنها تسلمت من وفد
المعارضة السورية وثيقة تتضمن رؤيتها لمرحلة الانتقال السياسي، غداة تلقيها تصورا مماثلا من وفد
الأسد حول سبل حل النزاع الذي دخل اليوم عامه السادس.
وقال الموفد الدولي الخاص إلى
سوريا، ستافان دي ميستورا، إثر انتهاء اجتماعه الرسمي الأول مع الوفد السوري المعارض في مقر الأمم المتحدة في جنيف: "تسلمت ورقة من الجانب الحكومي، وكذلك من المعارضة"، مضيفا: "سنقوم بتحليلهما ونرى ماذا يمكن أن نفعل بهما".
واستهل دي ميستورا الاجتماع اليوم بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا الذين قتلوا خلال النزاع في الذكرى الخامسة لاندلاعه، معتبرا أنه كان يجب "الوقوف 300 ألف دقيقة صمت"، في إشارة إلى عدد القتلى الذين تقدر الأمم المتحدة أنهم سقطوا في سوريا خلال الحرب.
وقال عضو الوفد السوري المفاوض جورج صبرا بعد لقاء دي ميستورا، "سلمناه وثيقة ترسم الخطوط العامة والأهداف العامة للمفاوضات التي يمكن أن تحقق الانتقال السياسي".
وأضاف: "أكدنا على موقفنا من ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، أي تنفيذ القاعدة الأساسية التي بنيت عليها عملية الانتقال السياسي في بيان جنيف 2012".
واتفقت مجموعة عمل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا ودول عربية في 30 حزيران/ يونيو 2012 في جنيف على مبادئ مرحلة انتقالية تتضمن هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، لكن الأطراف المعنية بالنزاع اختلفت على تفسير هذه المبادئ التي لم تلحظ بوضوح مصير الأسد، نقطة الخلاف الأبرز.
وكان كبير مفاوضي الوفد الحكومي بشار الجعفري أعلن الاثنين بعد اجتماع الوفد مع دي ميستورا أنه قدم إلى الموفد الدولي "أفكارا وآراء بعنوان: عناصر أساسية للحل السياسي" في سوريا.
وتطرق النقاش بين دي ميستورا والوفد المعارض إلى ملفات عدة، بينها، وفق صبرا، خروقات النظام السوري لاتفاق وقف الأعمال القتالية القائم منذ 27 شباط/ فبراير، وضرورة "عدم استثناء أي منطقة من المساعدات، خصوصا مدينة داريا" المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق.
وقال صبرا إن البحث تناول أيضا "قضية المعتقلين وهم بعشرات الآلاف... ونعرف أنه ملف صعب، لكن له أولوية كبيرة".
وأقر دي ميستورا من جهته بأن مجموعة العمل الإنسانية حول سوريا لم تتمكن "من تحقيق تقدم في قضية المعتقلين".
وأعلنت المعارضة، الثلاثاء، استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام عبر وساطة دي ميستورا إذا حققت المفاوضات تقدما.
وأشار دي ميستورا إلى معلومات عن "رغبة بعض المشاركين باللقاء"، وأنه "لن يمنعهم"، لكنه قال إنه يفضل الانتظار حتى تحين "اللحظة المناسبة لهذه المفاوضات المباشرة".
وعقدت جولة من المفاوضات في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير 2014 في سويسرا بين وفدي المعارضة والنظام جلس فيها الطرفان داخل قاعة واحدة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، ووجه كل منهما كلامه إلى المبعوث الدولي آنذاك الأخضر الإبراهيمي. لكن الجولة انتهت دون نتيجة ملموسة.