أثارت إقالة وزير العدل
المصري أحمد
الزند أغضب أنصاره الذين يشكلون الكتلة الصلبة من مؤيدي
السيسي، بحسب مراقبين.
وكان شريف إسماعيل، رئيس الوزراء قد أقال الزند من منصبه، بعد الانتقادات الحادة التي تعرض لها الأخير، على خلفية إساءته للرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال: "سأحبس من يخطئ حتى لو كان النبي".
وقالت تقارير صحفية إن رئيس الوزراء طلب من الزند تقديم استقالته، إلا أنه رفض، واعتكف في منزله، ما دفع رئيس الوزراء لاتخاذ قرار بإقالته من منصبه.
السيسي أخطأ بإقالة الزند
وأعرب الإعلامي المؤيد للانقلاب أحمد موسى، عن بالغ حزنه بسبب إقالة الزند، واصفا هذا اليوم بأنه يوم حزين للعدالة في مصر.
ووجه موسى انتقادات نادرة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قائلا: "ما حدث خطأ كبير من رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي".
وأضاف موسى، خلال برنامجه على قناة "صدى البلد"، الأحد: "لم أر أبدا في حياتي دولة تدار من الفيسبوك كما يحدث في مصر الآن، مؤكدا أن منظمات حقوق الإنسان المشبوهة هي التي سعت للتخلص من الزند لأنه كشف جرائمها، وكانت الدولة لا تريد فتح هذه الملفات كملف التمويل الأجنبي والقضية 250".
وتابع: ما حدث من الزند كان مجرد زلة لسان، لكن تم استغلالها من الطابور الخامس والإخوان والإرهاب، وتم الترويج لها من أجل التخلص من وزير العدل".
وأشار موسى إلى أن المستفيد من إقالته هم الخونة الذين توحدوا ضده.
وطالب موسى القضاة بضرورة مساندة أحمد الزند في محنته، موضحا أنه سيعود إلى منصة القضاء مرة أخرى، وأن الزند سيظل "أسد القضاة" رغم محاولات النيل منه، على حد قوله.
غضب قضائي
وأعرب المستشار عبد الله فتحي، رئيس نادي قضاة مصر، عن رفضه للطريقة غير اللائقة التي تم بها إقالة الزند، متسائلا: لماذا لم يتم الانتظار حتى إجراء التعديل الوزاري المرتقب خلال أيام؟
وأضاف رئيس نادي القضاة، في تصريحات تلفزيونية، الأحد، أن ما قاله الزند مجرد خطأ عفوي، لكن الضجة الكبيرة التي أثيرت حوله أثبتت أن هناك نية مبيتة للتخلص منه بسبب "دوره الوطني"، ودفاعه عن الوطن ضد جماعة الإخوان، التي ما زال لها أذنابها تعبث في الدولة.
وأوضح فتحي أن نادي القضاة يتمسك بالزند لكونه من قامات القضاء، مىشيرا إلى أن النادي يتدارس الأمر للاتفاق على ما يمكن فعله في هذا الموقف.
وأكد المستشار حمدي عبد التواب، المتحدث باسم نادي القضاة، عقد اجتماع عاجل لأعضاء النادي لبحث أمر إقالة الزند، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من القضاة تحدثوا معه وأكدوا نيتهم تقديم استقالات جماعية احتجاجا على إقالة وزير العدل.
وأضاف المتحدث باسم نادي القضاة: "المستشار أحمد الزند أسد القضاة الذي وقف ضد الإخوان، وأطلق الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو وعرض حياته وأسرته للخطر، وكان أول من تم وضعه في قائمة الاغتيالات".
وأكدت أندية القضاة الفرعية بالأقاليم، ، في بيان لها، تلقت "عربي21" نسخة منه، مساندتها للزند في مواجهة ما أسمته "الحملة الممنهجة التي يتعرض لها على مدى الفترات الماضية، باعتباره رمزا من رموز القضاء وأبرز الذين ساندوا الدولة والشعب المصري في مواجهة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، بما كان باعثا أساسيا في نجاح ثورة 30 يونيو".
وقالت تقارير صحفية إن حالة من
الغضب تسيطر على مساعدي وزير العدل المقال أحمد الزند، خاصة وأنه كان قد أصدر قرارات بتعيين أكثر من مساعد له في الشهور الأخيرة.
في صالح الإخوان
بدوره، أعرب الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي، عن غضبه مما أسماه "تصيد" لخطأ أحمد الزند في حق
الرسول، قائلا: وزير العدل أخطأ لكنه اعترف بخطئه وكان يجب التماس العذر له.
وأضاف الجندي في مداخلة مع قناة "صدى البلد" الأحد، يجب ألا تأخذنا النزعة الفرعونية ونمسك المقصلة بعضنا البعض، أنا أسأل الجميع هل قفل باب التوبة الآن في وجه الزند؟
ودافع الصحفي خالد صلاح عن الزند قائلا، إن قرار إقالته جاء في صالح جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف صلاح عبر تويتر: "اللي حصل مع الزند مخيف، إحنا بنسيب الناس في زلة لسان، أسجل فزعي من هذا القرار، شريف إسماعيل انتصر للإخوان في معركة الدين بريء منه".
أما مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم بالقاهرة، فعلق على إقالة الزند عبر "فيس بوك" بقوله: "أقولها بصدق.. إقالة المستشار الزند انتصار للإخوان وليس للإسلام".
كما أكد ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن تصريحات الزند المسيئة للرسول لا تعد استهزاء بالنبي، بل زلة لسان استغفر بعدها مباشرة.