أرجع الكاتب والباحث السياسي السعودي،
سليمان العقيلي، ضعف
الجامعة العربية لضعف العرب، وكذا لضعف دولة المقر (
مصر) الذي اتهمها بمباركة الغارات الروسية على الشعب السوري، وحصار الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وعلاقتها مع حزب الله، مناديا بضرورة تدوير منصب الأمين العام للجامعة على سائر الدول العضوة فيها.
وقال خلال برنامج "اسأل أكثر" الذي يبث على فضائية "روسيا اليوم"، الخميس، إن هناك ثلاثة أسباب لضعف الجامعة العربية، السبب الأول يعود لضعف دولة المقر (مصر)، أما السبب الثاني فيعود لضعف العرب جميعا.
واستطرد: "العرب كلهم في الواقع في موقف استراتيجي ضعيف، ومع الأسف، نشهد تفرقا لأعضاء الجامعة وعدم وقوفهم صفا واحدا أمام التهديدات سواء تلك القادمة من الغرب أو من الشرق، القادمة من إسرائيل أو من إيران".
وحول الموقف "الشاذ" لقطر عن الموقف الخليجي الذي عارضت فيه ترشيح أحمد أبو الغيط لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، قال العقيلي إن لقطر نظرة جريئة عن الموقف العربي "وقد قالته في السابق قبل ترشيح نبيل العربي، حيث قدمت ورقة شاملة لتطوير الجامعة العربية، وكان لمصر أن تتعاون في هذا، لأن نجاح الجامعة العربية هو نجاح لمصر، ونجاح هذه الأخيرة من نجاح العرب جميعا".
اقرأ أيضا: أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية بتوافق عربي وتحفظ قطري
وعن السبب الثالث في ضعف الجامعة العربية، قال الباحث السياسي السعودي إنه يعود لهيكلة المنظمة، وزاد: "الإجماع في الجامعة كبل في الواقع العمل العربي المشترك، وألغى طموحات الأمة في أن تكون للجامعة اليد الطولى أمام التحديات التي تواجهها".
وأرجع العقيلي شبه إجماع الدول العربية حول ترشيح أبو الغيط لمنصب الأمانة العامة بالجامعة لـ"المجاملات" التي قال عنها إنها أودت بالجامعة العربية إلى ما آلت إليه. واستطرد: "ماذا ينقص مصر أو ماذا ينال منها لو كان الأمين العام بالتدوير؟".
وهاجم العقيلي مصر واتهمها بمباركة الغارات الروسية على الشعب السوري، وحصار الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وعلاقتها مع حزب الله الذي وصفته
دول الخليج بـ"الإرهابي"، وقال: "سنكون سعداء جدا إذا عادت مصر لتدافع عن حياض العرب ضد الغزوات الأجنبية، وضد الأطماع الصهيو فارسية، وضد الأطماع الإمبريالية الشرقية والغربية والأمريكي"، واستطرد: "لا نختلف مع مصر في تحديد العدو وفي تشخيص التحديات، نختلف لماذا لا تتوحد مصر مع أمتها أو مع الخليج الذي يقود الجبهة الأمامية ضد الأطماع"، ودعاها إلى قبولها بتدوير منصب الأمين العام على الأعضاء على غرار ما تقوم به منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي اللذان يوجد مقرهما بالسعودية.
وحذر من مقاطعة العرب لمصر وقال: "لن يلتقي العرب مع مصر إذا كانت هذه الأخيرة هي ظهير الغزاة الإيرانيين والغزاة الروس والغزاة من كل طرف"، وزاد: "نحن مع من يقاوم عن شرف العرب وعن أراضيهم".
واتهم كل من يتخندق مع إيران ضد الأمن الخليجي، ومع الروس ضد الشعب السوري بأنه "ليس قوميا عربيا، ولا ناصريا، ونتبرأ منه، والأمة تتبرأ منه".
ودعا الكاتب والباحث السياسي السعودي إلى ضرورة أن تتفق القاهرة والرياض في صف واحد وعلى قلب رجل واحد ضد الأخطار المحدقة بالأمة، وإلى ضرورة أن تتوقف "الأصوات السيئة والسلبية والناعقة بحق السعودية الصادرة من مصر"، والعكس صحيح.
ولفت إلى وجود انقسام وتشظ في العالم العربي "مصنوع ومصطنع" لأن "الأخطار واضحة"، وأضاف: "الأخطار التي تهدد الأمن القومي قادمة من إسرائيل ومن إيران ومن روسيا وأمريكا".
وتابع: "المصريون لا يرون الأخطار إلا من إسرائيل وأمريكا، ولا يرون الخطر الإيراني التخريبي الذي يريد أن يسقط الأنظمة العربية في الخليج، ويعبث في اليمن وسوريا والعراق".
واتهم سليمان العقيلي مصر برفضها الوقوف مع الخليجيين اتجاه الأخطار المحدقة بالوطن العربي، مشددا على أنه إذا لم تتحد الرؤية العربية في وجه هذه الأخطار: "فلتلغ الجامعة العربية من الأساس، فلا حاجة لجامعة لا تقف في وجه الأخطار".