قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، خلال زيارة لطهران إن على
تركيا وإيران إيجاد "منظور مشترك" لإنهاء الصراع الطائفي في المنطقة.
وهناك خلاف بين البلدين بشأن الحرب في سوريا التي مضى عليها خمس سنوات، إذ إن إيران إلى جانب روسيا يعدان من كبار داعمي الرئيس السوري بشار الأسد وتقدمان له دعما عسكريا وماليا، في حين أن تركيا أشد منتقديه وتساند جماعات المعارضة.
وقال داود أوغلو وقد وقف إلى جانبه إسحاق جهانجيري، نائب الرئيس الإيراني، السبت: "ربما كانت لدينا وجهات نظر مختلفة لكن ليس بمقدورنا تغيير تاريخنا أو جغرافيتنا".
وأضاف: "من الأهمية البالغة بمكان لتركيا وإيران إيجاد منظور مشترك ما من أجل إنهاء القتال بين أشقائنا في منطقتنا، ووقف الصراعات العرقية والطائفية".
وتقترب مواقف تركيا من السعودية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية بإيران، وتشعر بالقلق تجاه تصاعد نفوذ
طهران في لبنان وسوريا واليمن.
وقال جهانجيري في تصريحات بثها على الهواء مباشرة تلفزيون (إن.تي.في) التركي الإخباري وقناة (برس تي.في) التلفزيونية الإيرانية: "لدينا اختلافاتنا بشأن بعض المسائل الإقليمية لكننا عازمون على تدبر الخلافات تحقيقا للاستقرار بالمنطقة، ستستفيد إيران وتركيا كلتاهما من أمن المنطقة واستقرارها".
وتعكس هذه التصريحات -التي تجيء قبل استئناف محادثات السلام في سوريا المقرر عقدها في جنيف- إرادة من الجانبين لجني الفوائد التجارية من تخفيف العقوبات الدولية على إيران في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وقال داود أوغلو، إن تخفيف العقوبات عن إيران بعد الاتفاق النووي يعني أن البلدين يستطيعان بسهولة تجاوز حجم
التجارة الثنائية الذي كان مستهدفا من قبل وهو 30 مليار دولار سنويا.
وقال: "العقبة الرئيسية التي كانت تقف حائلا دون تحقيق هدفنا هي العقوبات. وتعني إزاحتها أن يصبح بمقدورنا أن نتجاوز بسهولة هدفنا وهو 30 مليار دولار"، مضيفا أنه يأمل بتشجيع الاستثمار المشترك المباشر.
يقول المعهد الإحصائي التركي إن حجم التجارة بين البلدين بلغ 9.7 مليارات دولار عام 2015.
بذلك تلحق تركيا بركب دول أوروبية أخرى تحرص على الاستفادة من اقتصاد إيران البالغ حجمه 400 مليار دولار، بعد أن توصلت القوى العالمية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إلى اتفاق مع طهران العام الماضي يسعى لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وتصدر تركيا لإيران أساسا المعدات والمركبات ومنتجات الحديد والصلب. وقالت وزارة الخارجية التركية إن النفط والغاز الطبيعي يمثلان 90 في المائة من الصادرات الإيرانية لتركيا.
وأضاف داود أوغلو أن تركيا تمثل أيضا نقطة عبور رئيسية لإمدادات الطاقة الإيرانية إلى أوروبا.