حذر عدد من النشطاء والمهتمين بالشأن الصحي من انهيار المنظومة الصحية في مدينة
الرقة، التي تخضع لسيطرة
تنظيم الدولة؛ بفعل النقص الحاد بالأدوية.
وذكر النشطاء أن صيدليات المدينة تعاني من غياب تام لبعض أصناف
الأدوية الضرورية، وفي مقدمتها الأنسولين الذي يعطى لمرضى السكري.
وعزا الناشط الإعلامي نجم الدين النجم أزمة نقص الدواء في المدينة إلى أمرين، الأول يتعلق بالتصعيد العسكري المترافق مع القصف الشديد الذي تتعرض له المدينة، والثاني يكمن في تشديد السلطات التركية الإجراءات الأمنية على حدودها.
وأوضح النجم، خلال حديث لـ"عربي21"، أن مدينة الرقة -معقل تنظيم الدولة في
سوريا- كانت تعتمد بشكل كبير في تأمين حاجتها من الأدوية عبر الكميات التي كانت تصل إلى المدينة من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ومن خلال الأدوية التركية التي تهرب عبر الحدود التركية.
لكن -وبحسب النجم- فإن إحكام السلطات التركية إغلاق حدودها مؤخرا، وقلة كميات الأدوية التي كان يجلبها التجار من مدينة حلب إلى الرقة، فاقما من أزمة الأدوية في الوقت الراهن، مشيرا في الوقت ذاته إلى حملات القصف الممنهجة التي تتعرض لها المراكز الصحية في المدينة من الطائرات التابعة للنظام في السابق، والطائرات الروسية في الوقت الراهن.
ولا يبدو أن أدوية السكري هي الغائب الوحيد عن صيدليات المدينة، فالحديث يدور عن غياب مماثل لأدوية أمراض مثل الربو والسل والقلب، بحسب الناشط الإعلامي أبي معاذ.
وقال أبو معاذ لـ"عربي21"، نقلا عن مصادر طبية من داخل المدينة، إن "كل مستودعات الأدوية الخاصة في المدينة فارغة، والتنظيم الذي يسيطر على المدينة يمنع أصحاب المستودعات الطبية من السفر إلى خارج المدينة؛ بسبب الاشتباكات العسكرية التي يخوضها الأخير ضد قوات النظام شرقي حلب، وضد الوحدات الكردية، وما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية في منطقة تل أبيض شمال الرقة"، مضيفا: "التنظيم يمنع مرور الشاحنات ذهابا وإيابا إلى مدينة الرقة".
من جهة ثانية، أشار الناشط الإعلامي، نجم الدين النجم، إلى المأساة التي يعيشها أصحاب الأمراض المزمنة في المدينة، خصوصا مرضى السرطان والفشل الكلوي، بعد خروج أغلب
المشافي العامة والخاصة عن الخدمة، تزامنا مع إغلاق تركيا المحكم لحدودها.
وفي معرض حديثه، تحدث النجم عن فقدان الأدوية هندية المنشأ، غير المراقبة صحيا، وكانت قد انتشرت مؤخرا في صيدليات المدينة، وقال: "حتى هذه التي لا يعرف تاريخ إنتاجها، ولا مدى فعاليتها، فقدت من الصيدليات أيضا".
وعن ارتفاع أسعار الدواء، أوضح نقلا عن مصادر من داخل المدينة، وصفها بـ"الشحيحية"، أن "نسبة ارتفاع أسعار الأدوية مقارنة بالسعر القديم، أي ما قبل اندلاع الثورة السورية، تصل لحوالي 500 في المئة في بعض الأصناف، خصوصا المستوردة منها"، حسب قوله.