زعم تقرير بثته القناة العاشرة
الإسرائيلية، مساء الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك علاقات "سوبر" مع دول الخليج ومصر. وتحدث عن زيارة بعثة إسرائيلية لدول الخليج، وأن "إسرائيل" ترتبط بعلاقات مع النواب في
مصر، وليس فقط توفيق عكاشة الذي استقبل السفير الإسرائيلي في منزله.
محاربة الأنفاق
وأكد المختص في شؤون الشرق الأوسط بالقناة العاشرة الإسرائيلية، تسفي يحزقيلي، أن العلاقات حاليا ما بين مصر و"إسرائيل" هي من "أكثر الفترات خصوبة وثقة متبادلة، ونستطيع القول إن العلاقات في هذه الفترة تشهد سلاما ساخنا، وأمنيا جدا.. وطول الفترة ما قبل السيسي كان
السلام باردا"، معربا عن أمله أن "يأكل الفول والحمص في مصر".
وكشف يحزقيلي في حديثه للقناة العاشرة، والذي ترجمته "
عربي21"، أن "السفير الإسرائيلي (في مصر) على اتصال دائم مع نواب في مجلس الشعب المصري؛ وليس فقط عكاشة".
ولفت إلى العلاقة "الدافئة والقوية" بين مصر و"إسرائيل"، وقال: "لقد اتصل السيسي بنتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) وقال له: يجب محاربة الأنفاق، ومحاربة المتطرفين في سيناء، ويجب توثيق العلاقات أكثر من ذلك".
وأوضح يحزقيلي أن "الحكومة المصرية الحالية، بحاجة إلى مساعدة إسرائيل في القضايا المشتركة المهة، خاصة في إحكام الحصار على قطاع غزة ومحاربة الإرهاب".
وردا على سؤال المذيعة في القناة عما "يترتب على هذه الحرارة البالغة في العلاقة مع مصر من خلف الكواليس"، يؤكد المختص في الشؤون العسكرية في القناة ألون بن دافيد، أن "السلام الآن مع مصر ساخن، لكننا لا نستطيع أن نتدخل في كافة التفاصيل"، لافتا إلى أن هناك "علاقات سوبر نشأت ما بين مصر وإسرائيل في هذه الفترة، ومنذ 40 عاما".
الحلف الوثيق
وأشار بن دافيد إلى أن "العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل من جهة، ودول الخليج ومصر من الجهة الأخرى، تهدف لمواجهة المحور الشيعي". وألمح في حديثه إلى وجود ما "يشبه الحلف الوثيق ما بين مصر ودول الخليج وإسرائيل لموجهة التطرف الإسلامي السني والشيعة في المنطقة"، بحسب قوله.
واعتبر أن دوام العلاقة ما بين إسرائيل والدول العربية، يتطلب أن تتدخل الأخيرة "لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وتحدث بن دافيد، عما قال إنه دليل على وجود "العلاقة الساخنة"، بين إسرائيل والدول العربية، وهو "وجود بعثة إسرائيلية رفيعة المستوى وكبيرة، من خلف الكواليس في الرياض بالسعودية منذ وقت قريب"، بحسب زعمه.
وأضاف: "لا نستطيع أن نعطي المزيد بسبب الرقابة الأمنية على وسائل الإعلام"، لكنه قال إنه "بعدما أدارت أمريكا ظهرها للمنطقة؛ أصبح الملك السعودي بحاجة إلى المساعدة".
ملوخية وطعمية
وجاء في تقرير أعده يحزقيلي، أن توفيق عكاشة، يمتلك "علاقات حميمية" مع السفير الإسرائيلي في مصر حاييم كوهين، لافتا إلى أن عكاشة "طلب من المخابرات المصرية العمل على تأمين زيارة السفير الإسرائيلي له في بيته لتناول طعام العشاء"، وهو ما أكده عكاشة ذاته.
وأشار إلى أن عكاشة عرض على كوهين بعضا من أصناف الطعام المصرية المحببة إليه والأكثر شعبية في مصر، مثل الملوخية والطعمية"، مؤكدا أن "عكاشة أحسن ضيافة السفير كوهين".
شبشب عكاشة
ولفت المراسل في التقرير الذي بثته القناة مساء الأحد؛ إلى حادثة ضرب عكاشة فور دخوله قاعة مجلس الشعب بالحذاء من قبل النائب المصري كمال أحمد، وذلك استنكارا لاستضافة عكاشة للسفير الإسرائيلي يوم الأربعاء الماضي، حيث وصف التقرير كمال أحمد بـ"الناصري" وأنه "لا يؤمن بالسلام مع إسرائيل".
وذكر المراسل في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، أن "السلام مع إسرائيل مرفوض شعبيا في مصر، والرأي العام في مصر يرفض هذا اللقاء الحميمي بين عكاشة والسفير الإسرائيلي، ولذلك ولّد هذا اللقاء عاصفة كبيرة في مصر".
وقال: "هذا الموقف من السلام الإسرائيلي المصري هو نتيجة الإحباط واليأس الذي يسود الشارع المصري، والوضع الاقتصادي السيئ، والمشاكل الحادة التي يعاني منها"؛ مضيفا: "لكن عكاشة ينتمي بقوة إلى السلام مع إسرائيل".
وأورد التقرير قول عكاشة إن "هذا الشبشب (الحذاء) الذي ضرب به وجهي؛ يجب أن يضرب به وجه أعداء إسرائيل". وقال عكاشة أيضا: "هذا الشبشب على وجه مبادرة حماس وقطر وتركيا؛ لأن الكلاب ملهومش (ليس لهم) إلا الشباشب"، بحسب قول عكاشة.
ونوه معد التقرير، المختص في شؤون الفلسطينية العربية حزقيلي، إلى أن "لقاء السفير كوهين مع عكاشة في بيته استمر ثلاث ساعات، وخرج كوهين مسرورا جدا من اللقاء".
وردا على سؤال وجهه يحزقيلي للسفير الإسرائيلي "هل علاقتك مع السيسي جيدة؟"، قال كوهين: "العلاقات ثابتة وقوية ومستمرة مع السيسي". وأضاف: "فترة السيسي هي من أكثر الفترات الطيبة بين مصر وإسرائيل".
كذب وافتراء
وتعليقا على هذا التقرير، أكد المختص والمتابع للشأن الإسرائيلي عمر جعارة أن "إبراز الاحتلال على أنه عدو للمحور الشيعي في المنطقة؛ وصديق للمحور السني متمثلة بالسعودية، هو كذب وافتراء".
وقال في حديثه الخاص لـ"
عربي21": "إسرائيل ليست معادية لإيران"، مدللا على ذلك بقوله: "علاقة الاحتلال مع الأكراد وثيقة جدا، والأكراد هم حلفاء إيران الاستراتيجيون"، مؤكدا أن من "يدرب ويسلح الأكراد ويمولهم الآن هي إسرائيل".
وأضاف: "إن هذه العلاقة الحميمية ما بين إيران والأكراد، والأكراد والاحتلال؛ يكشف حقيقة التحالف الإيراني الإسرائيلي"، مؤكدا في تعليقه المقتضب أن هذا تقرير القناة العاشرة الذي ترجمته "
عربي21"، "خطير جدا؛ لأنه يريد أن يدمر منظومة النظام العربي رغم ما هي عليه من أخطاء، ولكن البديل أسوأ من البديل في سوريا أو العراق".