دعت
الحكومة اللبنانية ورئيس وزراء لبنان السابق،
سعد الحريري،
السعودية إلى عدم التخلي عن لبنان بعد أن ألغت الرياض حزمة
مساعدات للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار الأسبوع الماضي، وشددت الحكومة برئاسة تمام سلام على ضرورة تحسين العلاقة بين لبنان والدول العربية وعلى رأسها السعودية.
وكانت السعودية علقت المساعدات ردا على عدم إدانة بيروت للهجمات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران. وتضم حكومة الوحدة اللبنانية حلفاء وخصوما للسعودية منهم جماعة
حزب الله الشيعية.
وقال رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، في مؤتمر صحفي عقده ببيروت ونقله التلفزيون، الاثنين، إن "بيان مجلس الوزراء أقر بالإجماع"، وأضاف ردا على سؤال عن الهجمات قائلا: "ندين ونستنكر أشد الإدانة والاستنكار ما تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في إيران، وهو متعارض مع المواثيق الدولية ومع كل الاتفاقات، ومع كل ما يحمي البعثات الدولية في الدول الأخرى ونشدد على ذلك ونؤكده".
ولفت البيان إلى أن جلسة، الاثنين: "كانت استثنائية للبحث بقرار السعودية تعليق المساعدات للجيش اللبناني والقوى الأمنية، والتأييد الذي لاقاه من مجلس التعاون الخليجي"، مشددا على "التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس".
وجاء في البيان: "إن مجلس الوزراء يعتبر أنه من الضروري تصويب العلاقة بين لبنان وأشقائه وإزالة أي شوائب قد تكون ظهرت في الآونة الأخيرة".
وأضاف: "تمنى مجلس الوزراء على رئيسه إجراء الاتصالات اللازمة مع قادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تمهيدا للقيام بجولة خليجية على رأس وفد وزاري لبناني لهذه الغاية".
ومضى البيان يقول: "إن لبنان لن ينسى للمملكة رعاية مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان، ومساهمتها الكبيرة في عملية إعمار ما هدمته الحرب، ودعمها الدائم في أوقات السلم لمؤسساته النقدية والاقتصادية والعسكرية والأمنية".
وتابع: "كما لن ينسى أن المملكة وباقي دول الخليج العربي والدول الشقيقة والصديقة احتضنت ولا تزال مئات الآلاف من اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب الذين يساهمون بجهودهم في نهضة هذه المنطقة العزيزة من عالمنا العربي وينعمون بالأمان والاستقرار في ربوعها".
في حين، ناشد رئيس وزراء لبنان السابق، سعد الحريري، وهو سياسي سني تدعمه السعودية، في بيان تلفزيوني، السعودية بعدم التخلي عن لبنان قائلا: "أناشد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عدم التخلي عن لبنان والاستمرار في دعمه واحتضانه".
وكان وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، (أحد وزراء حزب الله)، قال في تصريح صحفي قبيل دخوله جلسة الحكومة، الاثنين، ردا على سؤال حول إمكانية تشكيل وفد وزاري يزور المملكة العربية السعودية: "عندما تعتذر السعودية عن الإساءة لحزب الله والمقاومة نذهب".
وسبق أن حملت "قوى 14 آذار"، أمس الأحد، بعد اجتماعها في منزل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ببيروت، حزب الله وحلفائه مسؤولية "افتعال المشكلة" مع دول الخليج، رافضة تحويل البلاد إلى "قاعدة لمعاداة العرب".
وكان وزير العدل اللبناني، أشرف ريفي، قدم استقالته من الحكومة، الأحد، مطالبا إياها بـ"تقديم اعتذار للمملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، والاستقالة، قبل أن تتحول إلى أداة كاملة بيد حزب الله".
وأعلنت المملكة العربية السعودية، الجمعة الماضية، أنها قررت "إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني، عن طريق فرنسا، وقدرها 3 مليارات دولار أمريكي، إلى جانب مليار دولار أمريكي مخصصة لقوى الأمن الداخلي في البلاد".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مصدر مسؤول (لم تسمّه)، بأن هذا القرار جاء بعد أن قامت الرياض "بمراجعة شاملة" لعلاقاتها مع لبنان، بما يتناسب مع ما قامت به الأخيرة من مواقف، وصفها المصدر بأنها "مؤسفة وغير مبررة"، و"لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين".
وتتهم السعودية، حزب الله، بالموالاة لإيران، والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخله العسكري في سوريا، للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد منذ 2012، وأدرجت عددا من عناصره على قائمة الإرهاب.
وبدوره يهاجم حزب الله، السعودية، على خلفية مواقفها السياسية، ولاسيما بعد بدء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مواجهة "الحوثيين".