أعلن
الجيش الجزائري حالة النفير على الحدود مع
ليبيا، وعزز وحداته العسكرية بعدد وعدة إضافيين، تحسبا لأي طارئ قد يحدث مع تزايد احتمالات التدخل العسكري الغربي في ليبيا بغرض محاربة
تنظيم الدولة.
وأفاد مصدر أمني جزائري رفيع المستوى، بتصريح لـ "
عربي21"، الأحد، أن "الجيش الوطني الشعبي بالجزائر، رفع جاهزيته القتالية على الحدود الشرقية مع ليبيا، كما أعلن حالة النفير وسط قوات الدفاع الجوي والقوات البرية الموجودة على الحدود، مع ليبيا و أيضا مع تونس".
وقال المصدر ذاته الذي اعتذر عن ذكر اسمه "إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، استدعى قيادات عسكرية من الجيش والمخابرات لبحث التأثير المحتمل للتدخل العسكري الأجنبي بليبيا لمطاردة تنظيم داعش، وأمر برفع جاهزية القتال لدى الوحدات العسكرية".
وتستشعر الجزائر خطر الحرب في ليبيا، بعد تداول معلومات إستخباراتية من أن طائرات استطلاع غربية، وأيضا مصرية وإماراتية، نفذت طلعات فوق التراب الليبي، وعلى الحدود مع الجزائر، الأسبوع الماضي، ويفهم من هذا أن الحرب تقرع طبولها بهذا البلد الجار للجزائر.
ومعروف أن اختلاف وجهات النظر بين الجزائر ومصر، مرده تباين الرؤى حول الأزمة الليبية، إذ دعت القاهرة إلى تدخل عسكري بليبيا، بعد مقتل 21 قبطيا بمدينة درنة الليبية، على يد تنظيم الدولة، يوم 15 شباط/ فبراير 2015، وهو الخيار الذي رفضته الجزائر التي دعت إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة، واستضافت بعد ذلك، فرقاء الأزمة بجولات حوار لم تسفر لحد الآن عن أي نتيجة تذكر.
ووجه الفريق أحمد قايد صالح، قائد أركان الجيش الجزائري، بالرد على كل تهديد يأتي من الحدود الشرقية، وذلك خلال زيارته، الوحدات الحربية بمحافظي ورقلة جنوبا، وقسنطينة شرقا، على الحدود مع ليبيا، أيام 6و7 شباط/ فبراير الجاري.
وأفاد المصدر ذاته أن " السلطات الأمنية الجزائرية، تشتبه بحيازة تنظيم الدولة بليبيا، أسلحة متطورة، ومنها طائرات حربية قديمة وصواريخ أرض أرض، وحتى أسلحة كيماوية خطيرة.
وتسعى الجزائر إلى استباق حرب صارت وشيكة على حدودها الشرقية مع ليبيا، حيث شدد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل بالعاصمة الجزائر، الأحد، أن اجتماعا، لدول الجوار الليبي لبحث السبل الكفيلة بالدفع بالحل السياسي في هذا البلد، مرتقبا عما قريب بتونس.
كان ذلك خلال مباحثات أجراها مع وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي الذي يوجد بالجزائر منذ الجمعة، حيث طغت الأزمة الليبية على المباحثات بين الطرفين، وقال مساهل إن المباحثات تناولت "التنسيق بين الجزائر وتونس فيما يتعلق بالوضع في ليبيا".
وأضاف مساهل أن دول الجوار الليبي "مهتمة بوحدة واستقرار هذا البلد الشقيق وبالتوصل أيضا إلى إجماع دولي حول الحلول السياسية المطروحة حاليا"، بينما أكد رئيس الدبلوماسية التونسية "التطابق الكبير في الموقف والتحليل التونسي و الجزائري" حيث إنهما يتفقان حول ''ضرورة تقديم الحل السياسي ودفع الإخوة الليبيين لإيجاد حل لقضيتهم".
بالتوازي مع ذلك، تتحضر الجزائر على الحدود الشرقية مع ليبيا، لاستقبال لاجئين ليبيين محتملين في حال وقوع التدخل العسكري الأجنبي.
وأكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأحد، أن "الجزائر مستعدة لاستقبال موجات محتملة للاجئين، قد تدفعهم ظروف الحرب في بلادهم للعبور إلى بلادنا"، مشيرة إلى أن "مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري لن تدخر أي جهد لتقديم المساعدة لأي شخص يلجأ إلى الجزائر بسبب الظروف القاهرة في بلاده، سواء اللاجئين الأفارقة أو العرب مثل السوريين أو الليبيين".
وأضافت بن حبيلس "هناك لجان ولائية بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري تحضر لاستقبال قوافل اللاجئين خصوصا أن الأوضاع في حال اندلاع حرب في ليبيا، تختلف عما كانت عليه أثناء ما عرف بثورة فبراير للإطاحة بنظام معمر القدافي.