جدّد الجيش التركي قصفه لمواقع سيطرة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، في شمال
سوريا لليوم الثاني، الأحد، ولقي مقاتلان مصرعهما، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت
تركيا طالبت السبت مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية، الجناح العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي"، بالانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها في منطقة شمال حلب في الأيام الأخيرة.
واستهدف القصف مطار منغ العسكري ومواقع أخرى، كان المقاتلون
الأكراد انتزعوا السيطرة عليها من جماعات مسلحة أخرى في سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "القصف المدفعي التركي المستمر منذ مساء السبت، أسفر عن مقتل مقاتلين اثنين وإصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان ضمن قوات سوريا الديمقراطية".
وأوضح عبد الرحمن أن "القصف المدفعي التركي اشتد بعد منتصف الليل وبات الآن متقطعا، ويتركز على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بين مطار منغ العسكري وبلدة دير جمال"، إلى الجنوب الشرقي منه.
وبعد ساعات على إعلان أنقرة استعدادها للتحرك عسكريا ضد المقاتلين الأكراد، والمشاركة في عملية برية مع السعودية ضد مسلحي تنظيم الدولة في سوريا، فقد بدأت المدفعية التركية مساء السبت بقصف مواقع سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي.
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الضربات، وقال: "عملا بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في إعزاز ومحيطها والتي تشكل تهديدا".
وقال الصحافي مصطفى عبدي، المطلع على الوضع في شمال سوريا، إن "عشرات القذائف المدفعية التركية سقطت على قرى محيطة بمنطقتي إعزاز وعفرين، وأسفرت عن أضرار مادية بممتلكات المدنيين".
وقصف الجيش التركي، بحسب عبدي، بلدة منغ ومطارها العسكري وقرية المالكية في ريف إعزاز الجنوبي، وقرية مزرعة في منطقة عفرين.
وتعتبر أنقرة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي تصنفه "إرهابيا" ويشن تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية.
وتمكنت "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب، من السيطرة قبل أيام على مطار منغ العسكري بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المعارضة والمقاتلة استمرت أياما عدة.
إلى ذلك، تدور اشتباكات بين "قوات سوريا الديمقراطية" وبين الفصائل الإسلامية والمقاتلة عند أطراف مدينة تل رفعت الغربية والشمالية الغربية.
وتعد تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل المعارضة والمقاتلة في ريف حلب الشمالي إلى جانب مارع وإعزاز، واستهدفها الطيران الحربي الروسي بأكثر من 20 غارة، وتبعد قوات النظام عنها ثلاثة كيلومترات من الجهة الجنوبية.
وبحسب عبد الرحمن، فإن "قوات سوريا الديمقراطية" تسعى إلى توسيع مناطق تواجدها في ريف حلب الشمالي..
وفي حال تمكنت من السيطرة على تل رفعت، فإن "قوات سوريا الديموقراطية" تقترب من مناطق تواجد تنظيم الدولة في الريف الشمالي الشرقي لحلب، كما أنها تقترب من السيطرة الكاملة على الحدود السورية التركية، ما تعتبره تركيا "تهديدا لأمنها القومي".