أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، في مستهل لقائه نظيره الأميركي جون كيري أن
روسيا قدمت عرضا "ملموسا" لوقف إطلاق النار في
سوريا وتنتظر ردا أمريكيا.
وقال لافروف في مستهل هذا الاجتماع الثنائي في ميونيخ، والذي يسبق اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة وثلاث منظمات متعددة الطرف، "قدمنا اقتراحات ملموسة جدا حول وقف لإطلاق النار".
وأضاف "ننتظر الرد الأميركي قبل عرضه على المجموعة الدولية لدعم سوريا".
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، في وقت سابق الخميس، عن مسؤولين أمريكيين أن روسيا عرضت إقامة هدنة بين الأطراف السورية اعتبارا من 1 آذار/ مارس القادم، لكن الولايات المتحدة تصر على الوقف الفوري.
ونقلت كل من وكالتي أنباء "تاس" و"إنترفاكس" الروسيتين عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف، قوله إن روسيا "على استعداد لمناقشة سبل وقف إطلاق النار في سوريا".
وأضاف أن محادثات الحل في سوريا قد تستأنف في 25 شباط/ فبراير الجاري.
وقف إطلاق النار مقابل..
وعن المقابل الذي ستحصل عليه روسيا مقابل الموافقة على وقف إطلاق النار في سوريا، وهو المطلب الذي أصرت عليه المعارضة للجلوس للحوار، قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن المقابل هو تنازل سعودي تركي بالموافقة على إشراك الأكراد في العملية السياسية في جنيف.
وقال الصحيفة إن هذه المقترحات تسلمها المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، ليبت فيها خلال جلسة مجموعة الدعم الدولية المنبثقة عن اجتماعات فيينا التي ستلتئم في
ميونخ.
وزعمت الصحيفة أن ملك البحرين حمد آل خليفة، حمل رسالة خلال زيارته التي التقى فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفيها تطمينات بحرينية سعودية حول نية تحالف بقيادة الأخيرة الدخول برا إلى سوريا.
يشار إلى أن الاحتكاك التركي الأمريكي الأخير بشأن دعم الولايات المتحدة للأكراد سيسفر عن صيغة توافق روسية أمريكية ستفرض على السعودية وتركيا.
ويحاول وزراء خارجية الدول الرئيسة الضالعة في النزاع السوري، تحريك المفاوضات المتعثرة - بسبب القصف الروسي - اليوم في ميونخ جنوب ألمانيا.
واشنطن: نريد وقفا فوريا لإطلاق النار
من جهته، أكد كيري أن المباحثات ستتناول "كل أوجه النزاع في سوريا"، في وقت انتقد الأمريكيون بشدة الغارات الروسية المساندة لقوات النظام التي تشن هجوما واسع النطاق في منطقة حلب (شمال).
وأضاف "بالتأكيد، في مرحلة معينة، نريد إحراز تقدم حول مسألتي تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسي أمريكي في واشنطن أن بلاده تريد "وقفا فوريا لإطلاق النار" في سوريا وتأمل في تحقيق ذلك "في اقرب وقت"، وذلك في موازاة اجتماع دولي في ميونيخ يبحث النزاع السوري.
وردا على سؤال عن اقتراح لموسكو بإعلان وقف لإطلاق النار اعتبارا من أول اذار/مارس أشارت إليه الصحافة الروسية في ميونيخ، قال هذا المسؤول في الخارجية الأمريكية "تواصل الولايات المتحدة العمل من أجل وقف فوري لإطلاق النار. نواصل عملنا عبر قنوات مختلفة للتوصل إلى ذلك في اقرب وقت".
وقال الخبير جوزيف باحوط، من مؤسسة كارنيغي في واشنطن: "لا يزال كيري يعتقد أن في إمكانه الحصول على شيء من شخص يكذب عليه بوقاحة منذ عامين".
وأضاف باحوط: "لا شيء نتوقعه من الأمريكيين. إنه مجرد كلام فارغ، أصبحوا طرفا لم يعد يتمتع بأي مصداقية"، مؤكدا أن "الخطة البديلة الوحيدة هي أخذ الاقتراح السعودي بإرسال قوات على الأرض على محمل الجد".
ونقل مركز كارنيغي-أوروبا للدراسات عن كورت دوبوف، الباحث في جامعة أوكسفورد، قوله: "بالنسبة لروسيا فإن رهان الحرب في سوريا يذهب أبعد من بشار
الأسد. هدف الرئيس الروسي هو زعزعة استقرار الغرب وإضعافه".
وتواجه
تركيا القلقة من تقدم الأكراد في شمال سوريا، تدفقا جديدا للاجئين وتتأخر في فتح حدودها رغم إصرار الغرب.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: "من النفاق أن يقول البعض لتركيا افتحوا حدودكم في حين أنهم لا يقولون لروسيا: كفى".